دراسة تؤكد انهيار الاقتصاد العالمي في 2030 بسبب الأمراض النفسية

دراسة تؤكد انهيار الاقتصاد العالمي في 2030 بسبب الأمراض النفسية
الأمراض النفسية
https://www.sba7egypt.com/?p=182942
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

نشر فريق من باحثي مدرسة “هارفرد” للصحة العامة ومنتظى الاقتصاد العالمي في نهايات عام 2012م، تقريراً خول العبء الذي تفرضه الأمراض على الاقتصاظ العالمي حاضراً ومستقبلاً، وقد رصد هذا التقرير التقدم الملحوظ في مجال محاربة الأمراض المعدية خلال العقود الخنسة المنصرمة إلا أنه سجل أيضاً ازدياداً في نسبة الأمراض المزمنة كأمراض القلب والسكري وفي العبء الذي تفرضه على الصحة العامة إذ تسببت مجتمعة في حوالي ثلثي الوفيات التي حدثت حول العالم، أما مفاجأة التقرير الحقيقية فكانت تنبؤه بأن المصد الأعظم للنفقات المستقبلية الهائلة سينجم عن الأمراض النفسية، ولهذا يستعرض “صباح مصر” تأثير ومخاطر الأمراض النفسية على الاقتصاد العالمي.

 

تأثير الأمراض النفسية على الاقتصاد العالمي

رأي تقرير باحثي مدرسة هارفرد للصحة، أنها ستمثل بحلول عام 2030م، أكثر من ثلث العبء الاقتصادي العالمي المخصص للأمراض المزمنة فقد كلفت آثارها المباشرة رعاية المرضى وغير المباصرة “فقدان الإنتاجية” ويصل الاقتصاد إلى 2,5 تريليون في السنة ويتوقع لهذه النسبة أن ترتفع إلى حوالي ستة تريليونات دولار بحلول عام 2030، وهذا أكثر مما ينفق على أمراض القلب والسرطان والسكري والأمراض التنفسية مجتمعة.

لم يحدث التقرير أي تأثير يذكر في سياسات الصحة العامة ويرجع ذلك جزئياً إلى العجز عن تغيير الانطباعات الراسخة والمؤذية عندما يتعلق الأمر بالأمراض النفسية.

تقدير الأمراض النفسية في المجتمع

ينظر الكثير على أن الامراض النفسية مشكلة فردية بامتياز وأنه لا يمت بأي صلة للسياسات الصحية المتبعة ويعمد المسئولون في البلدان ذات الدخل المنخفض إلى إظهار الأمر على أنه مشكلة أغنياء دول العالم الأول، وبناءاً على هذه الرؤية يصبح الاهتمام بالصحة النفسية رفاهية لا يقدر على تحملها من يعيش في إسار الفقر.

يدل الواقع المعايش على أن الأمراض النفسية تؤثر في جميع مناحي الحياة وفي مختلف اابلدان بغض النظر عن مستوياتها من الثراء والتطور ولذلك لابد من إحداث تغيير جدي في طرق تفكير الشعوب عند الحديث عن أمراض العقل.

أسباب الاستخفاف بالأمراض النفسية

يعود الاستخفاف بالأمراض النفسية وكلفتها إلى أسباب عدة فمن حيث المبدأ يصورها المسئولون الصحيون كما لو كانت تختلف جذرياً عن غيرها من الأمراض لكنها في حقيقة الأمر نتاج اختلالات عضوية في الدماغ ومن هذا المنظور فهي لا تختلف عن غيرها من الأمراض المزمنة.

يخفق الكثيرون في إدراك مدى شيوع الأمراض النفسية نظراً لرغبة أصحابها في إخفائها ويقدر قسم الصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة الأمريكية أن قريب من 44 مليون ممن تجاوزوا الثامنة عشرة من العمر قد عانوا في عام 2012م، نوعاً من الاضطرابات النفسية وأن ما يناهز عشرة ملايين من هؤلاء يعانون أمراضاً نفسية حادة مثل الاضطراب العقلي الذي نسميه الذُهان، وعلى الرغم من توافر الفرص لمعالجة حالات كهذه فإن عديداً من المرضى يسوفون ولا يبحثون عن العلاج إلا بعد أن تصبح حالاتهم مزمنة وبعد فترة قد تزيظ على عشر سنوات.