هل كانت مكارم الأخلاق موجودة عند العرب قبل الإسلام؟

هل كانت مكارم الأخلاق موجودة عند العرب قبل الإسلام؟
العرب قبل الإسلام
https://www.sba7egypt.com/?p=194090
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

كان للعرب على امتداد جغرافية المكان والزمان قبل ظهور الرسالة الإسلامية، أخلاق وعادان وقيم في منتهى الالتصاق بالروح الإنسانية التي تؤمن بانتصار القيم العليا في نهاية أي صراع، وكانت أخلاق العرب وقنئذ مؤتلفة ومتطابقة مع سلوكهم على الرغم من قساوة الجغرافيا المكانية التي عاشوا فيها والتي فرضت عليهم التقاتل والتناحر من أجل البقلء.

 

تمثل هذه الأخلاقية الفكرية والسلوكية كانت عالية الحضور وشائعة بين العرب، وكانت حديث مجالسهم حتى لكأنها غذاء أعلى من الغذاء وكانت مكلفة والحفاظ على القيم العليا له ثمن باهظ بمستوى القيمة التي يدفع عنها، كما يقول المتنبي :”الجود يفقر والإقدام قتال”.

كانت الكلمة عند العرب تعبيراً عن حقيقتهم، وكان صدقها يجبر العربي على الاعتراف بما ليس له وربما عليه، فقد سأل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الشاعر المخضرم عمرو بن معدي كرب الزبيدي، الذي كان يلقب بفارس العرب: هل كان من هو أشجع منك في فرسان الجاهلية أفاكذب في الإسلام؟ والله ما خفت إلا من حُريها وعبديها وكان يعني بعبديها عتترة بن شداد والسليك بن السلكة، ويقصد بحريها عامر بن الطفيل وربيعة بن زيد المكدم.

كان العرب قديماً مؤهلين لحمل رسالة كونية وقد ذكر القرآن الكريم أهلية العرب لحمل الرسالة الإسلامية والتي جاء فيها “الله أعلن حيث يجعل رسالته” لقد خص القرآن الرسول بهذه الآية لكن محمداً صلى الله عليه وسلم، كان عربياً وكان صفوة العرب وهو الذي اعترف بقيم عربية خالظة قبل بعثته حين قال في حلف الفضول:” لقد حضرت في دار عبدالله بن جدعان حلفاً لهو تحب إليّ من حمر النعم ولو دعيت إليه في الإسلام لأجبت” والرسول نفسه يقول إنما بعثت لأمم مكارم الأخلاق.

لو تأملنا كلمة لأتمم في الحديث الشريف لأدركنا أن مكارم الأخلاق مانت موجودة قبل البعثة النبوية وكانت رسالة النبي العربي هادفة لإتمام هذه المكارم الأخلاقية والرسول العربي أطلق سراح بنت حاتم الطائي إكراماً لأبيها الذي مات قبل البعثة النبوية والرسول نفسه كان معجباً بقول الشاعر عنترة بن شداد:
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها.