كيف كشفت السينما العربية زيف الطبقة الأرستقراطية؟

كيف كشفت السينما العربية زيف الطبقة الأرستقراطية؟
السينما العربية
https://www.sba7egypt.com/?p=194883
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

اختلفت السينما العربية مع بدايات الألفية الثالثة عما سبقها من رصيد ثري ومتنوع خلال عمرها الذي تجاوز المئة عام، وعلى صعيد الاتجاه الرومانسي، ارتبطت السينما العربية بالرومانسية ارتباطاً جذرياً منذ نشأتها وجاءت اللبنات الأولى إرهاصاً لاتجاه يعبر عن علاقات العشق والهوى.

بناءاً على هذا التصور قدمت السينما العربية قصصاً عاطفية تقوم على بنية تقليديو شكلاً ومضموناً وتطرح نهايات مرضية تكلل، في أغلب الاحيان بلقاء الاحبة وهو ما بدأ جلياً في أفلام عبدالحليم حافظ، وليلى مراد وشادية وماجدة ومحمد فوزي وزبيدة ثروت وغيرهم.

طرحت السينما العربية في فترة مبكرة من تاريخها لاسيما السينما المصرية، أفلاماً مميزة من بينها فيلمان خرجا على القوالب الجاهزة والنهايات المرضية هما :”غزل البنات” 1949م، من بطولة نجيب الريحاني وليلى مراد وإخراج أنور وجدي و”إني راحلة” 1955م، من بطولة مديحة يسري وعماد حمدي وإخراج عز الدين ذو الفقار.

عرض الفيلمان أفكار كانت تعتبر جديدة وجريئة آنذاك إذ استطاع غزل البنات، أن يقدم تجربة فنية مغايرة للسائد ومتقدمة في الطرح حتى على مستوى التجارب الفنية المماثلة التي جاءت بعد ذلك في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وعالج علاقات جديدة على السينما وطرق أبواباً لم يطرقها الفن السابع من قبل، خاصة العلاقة بين المعلم والتلميذة وتناول مفهوم التضحية من وجهة نظر المحب من أجل أن يهنأ المحبوب مع من يحب.

انتقد فيلم اني راحلة، هشاشة المجتمع الراقي وكشف زيف الطبقة الارستقراطية راصداً تشوهها الاجتماعي وفسادها الأخلاقي من خلال مجموعة من الشباب يفهمون الحياة العصرية بشكل خاطئ في مقابل علاقة حب نقية بين فتاة من البيئة المصرية وابن خالتها الضابط في الجيش ورفض والدها أن يزوجها من شخص آخر واختيار البطلة للموت بجانب حبيبها على العيش في مجتمع مشوه مع زوج خائن لا تحبه.

قدمت السينما العربية خلال فترة الخمسينيات أفلام كلاسيكية مازالت تحتفظ بها ذاكرة الرومانسيين من الشباب والفتيات وغيرهم من عشاق الفن السابع على امتداد الوطن العربي، وقد ربطت السينما بين الرومانسية والواقع في ظروف متباينة فتناولت القصة العاطفية وأثر المناخ السياسي عليها.