كيف جسد فيلم المومياء واقعية حياة المصري القديم

كيف جسد فيلم المومياء واقعية حياة المصري القديم
حياة المصري القديم
https://www.sba7egypt.com/?p=194903
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

قدم المخرج شادي عبدالسلام، إلى السينما المصرية فيلمه الروائي “المومياء” الذي يتضح فيه حتى من المشاهدة الأولى أن “المومياء” يصارع فكرة البعث والإحياء لعناصر القوة في الحضارة المصرية القديمة، واستلهام ذلك من تلم العناصر الاي صنعو الأمجاد القديمة، من أجل الصحوة الجديدة للوعي.

 

عبر شادي عبدالسلام، في فيلمه المومياء عن شخصية الإنسان المصري الذي يستعيد أصوله التاريخية وينهض من جديد، ويعد الفيلم نوع من البحث التاريخي بلغة الكاميرت عن هموم وأشواق الحاضر.

إن لوحة البداية هي دلالة ونبوءة عن ما سيحدث بعد ذلك في الفيلم، ومهمة “الأفندية” في المومياء “أحمد كمال والبدوي الضابط” أي الجانب المتنور في الشخصية المصرية هي المهمة نفسها التي كان شادي يضعها على عاتقه هو شخصياً.

إن انقاذ مومياوات الأجداد الفراعنة العظماء ليس من أجل إعادة إحياء الأجداد ولكنه وسيلة لإعادة بعث الأحياء الهائمين الضائعين، إن المعرفة والوعي بعناصر القوة التي كانت للمصريين القدماء هما شرط لتحقيق البعث والنهضة لأحفادهم.

على نقيض الكتب الدينية التي تبدأ بالتكوين وبداية الخلق يبدأ “المومياء” بالموت، موت الإنسان الذي يمكن أن نقرأه بوصفه المكافئ لفوضى الهيولي، الموت الروحي للإنسان الجاهل بتاريخ أسلافه الذي ينتزع لقمة عيشه ببيع جثث موتاه وماضيه وتاريخه.

يبدأ فيلم المومياء بالنهاية وليس بالبداية وينتهي إلى البداية، أي البعث.. إن عملية البعث هي عملية خلق تماماً مثل الانفجار الكبير الذي يؤسس النظام من رحم الفوضى.

يبدو من الحرص على تشكيل النص بدقة أن صانع الفيلم يطالب المشاهد بالانتباه الشديد والتركيز، فتشكيل كل حرف في لوحة المقدمة والخاتمة، يترك لدى المشاهد الانطباع برغبة الفنان وإرادته في أن يحكم الأمور إحكاماً واعياً وحرصه على تحقيق أثر معين في النفس.