حين تخرج من بوابة السوق التونسية الشهيرة تصعد للصلاة في جامع الزيتونة بعد أن تتوضاً خارجه، في مكان يعرف ب”الميضاة” تلك التي كان مكانها الصحن لم يعد يبقى من آثارها غير آبار مغطاة، صحيح أن حسان بن النعمان هو الذي أنشأ الجامع الكبير في تونس سنة 703 م، لكن جامع الزيتونة الحالي لم يعد ينتمي إلى العهد الأموي، فقد أجريت تعديلات في الجامع ةيام الحفصيين وبخلصة في عهد الأمير أبي زكريا وابتدأت الأعمال منذ عام 1275 وحتى 1278م.
مئذنة جامع الزيتونة
تقوم مئذنة جامعة الزيتونة، المربعة الحديثة بالزواية الجنوبية، أما صحن المسجد نفسه فمحاط بأروقة بينه وبينها أبواب عدة اثنان في الشرق وآخران في الجنوب، وخامس في الغرب وهي الأروقة التي أنشئت عام 1637م كما هو موثق فوق الباب الرابع.
أعمدة جامع الزيتونة
يؤلف حرم مسجد جامع الزيتونة، من خمسة عشر جناحاً باتجاه الجنوب، وهناك جناح أكبر يتوسطها نهايته المحراب، يتقاطع مع جناح مواز، وفي التقاطع قبة محززة ذات رقبة مثمنة الأضلاع تفتتح في كل ضلع منها نافذة مقوسة وتقوم هذه القبة مستندة إلى جدار القبلة وهي محمولة في كل أركانها على عمودين مرمريين لهما تاجان مزخرفان.
تعد غابة الأعمدة الرخامية في حرم جامع الزيتونة، جاءت من آثار مختلفة فكأنك في متحف ورأسها تيجان تدل على أنها ولدت وعاشت وسكنت معابد في قرطاج وغيرها قبل أن تذهب إلى هناك.
محراب الخليفة العباسي
توثق الكتابة فوق المحراب أعمال البناء في عهد الخليفة العباسي المستعين بالله وأيام الأمير فقد استكملت أيام الأمير زيادة الله الثاني، ولأن المدن التاريخية مثل كتاب متعدد الصفحات وشجرة عديدة الفروع فإننا حين نخرج من جامع الزيتونة، سنمر بزاوية سيدي الكلاعي، التي ترجع للفترة التي أسست فيها زاوية ابن عروس، النصف الأول للقرن التاسع عشى الميلادي.
ندخل زاوية ابن عروس، فيغمرنا هدوء تحت صحنها المتوج بقبة عالية وفانوس ضخم وتستند إلى كوة كبيرة في الجدار آنية من الماء يشعر الناظر إليها أنها هناك منذ قرون.
500 ضريح في مدينة واحدة
يوجد في أعلى مدينة سيدي بوسعيد التونسية أكثر من 500 ضريح خاصة بالأولياء الصالحين، يأتي أولهم سيدي بوسعيد الباجي “ريس الابحار” وسيدي الجبالي وسيدي الظريف وسيدي بوفارس وسيدي الشبعان وسيدي الشهلول وسيدي عزيزي وللا المعمورة وللا شريفة ابنة سيدي أبوسعيد.