يتفرد الكاتب الراحل إدوار الخراط داخل المشهد الثقافي العربي بتعدد مواهبه الأدبية التي جعلته ينتج في مجالات إبداعية مختلفة بدءاً ظن فنب الرواية والقصة، ومروراً بالشعور والترجمة ووصولاً إلى حقل النقد الأدبي ونظراً لتنوع وغزارة عطاءات الخراط الإبداعية وتجاذب روافدها الفكرية والفنية.
مجال السرد العربي
اشتهر إدوار الخراط، لدى الباحثين والنقاد المتتبعين لتحولات الخطاب السردي العربي باجتراحه مفهوم الحساسية الجديدة لتوصيف خصوصية الطفرة النوعية التي عرفها فنا القصة والرواية بعد هزيمة يونيو 1967م، من جراء انتعاقهما من مد تيار الواقعية بشقيه النقدي والاشتراكي في مجال السرد العربي، وما تميز بت من إغراق في نحاكاة مجريات الواقع الاجتماعي وتشخيص جزئياته وتفاصيله فضلاً عن تشييد حبكة سردية قوامها نظام الوحدات الثلاث.
تيار الحساسية الجديدة
يرى الخياط أن تيار الحساسية الجديدة الذي اجتاح السرد العربي أواخر ستينات القرن الماضي هو حصيلة لتضافر جملة من العوامل السياسية والاجتماعيو والحضارية في مقدمتها هزيمة يونيو 1967م، وما أبانت عنه من هشاشة في الأنظمة السياسية العربية
القائمة وعجزها عن حماية الأمة العربية من الضياع.
التنظير النقدي للخراط
يعد التنظير النقدي لدى إدوار الخراط، يمكن الإقرار بأنه في ضوؤ مكتسباتها النيرة يفترع هذا المبدع الراحل لنفسه مكانة مائزة داخل تاريخ الأدب العربي تجعله إحدى قاماته المرموقة ومن الكتاب القلائل الذين يتفرد نتاجهم الأدبي بهاجس الاختلاف والمغايرة والتراسل الكشاف بين النشاط الفني المقتد والكتابة التنظيرية المضيئة لتصوراتهم حول وظيفة الإبداع والفن في الحياة وهو ما يجعله يتلقى في هذا التوجه مع مبدعين قلائل تفردوا في المشهد الإبداعي العالمي بمزاوجتهم المثمرة بيت الروح الإبداعية المتوثبة والخلاقة والكتابة التنظيرية النفاذة.