أسرار البيت الدمشقي في فصل الشتاء

أسرار البيت الدمشقي في فصل الشتاء
البيت الدمشقي
https://www.sba7egypt.com/?p=186950
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

يعتبر البيت الدمشقي هو بيت الفصول الأربعة لا يضجر من زائريه على مدار السنة، فثمة أنماط أخرى للسكن تتألق الحياة فيها في فصل ما وتصبح عبئاً على ساكنيها في فصل آخر.. أما البيت الدمشقي ففي معماره وبنيانه فسحة للاستمتاع بكل فصول السنة وقدرة على تحويلها إلى طقس تتجدد به الحياة اليومية داخل البيت ويغدو التفاعل مع تقلبات الطبيعة جزءاً من تذوق جماليات تعاقب الفصول واختلاف أمزجتها وأمزجة البشر معها.

 

قصر البيت الدمشقي

في الشتاء القاسي الذي كان يمر على دمشق المحاطة بسوار الخضرة التي تجتذب أشجارها السحب وتجلب الأمطار تسكن العائلة الطبقة العليا من البيت حيث القصر، وهو قاعة علوية فسيحة تجاوز فسحة سماوية مفتوحة تسمى “المشرقة” حيث تشرق شمس الشتاء في بعض نهارات الصحو، فتهرع النسوة لنشر الغسيل.

الوعاء الشرقي الثقيل

تلتحق بالنسوة الأطفال للتمتع بالدفء لكن الدفء الحقيقي يجدونه في جلسات القصر، في ليالي الشتاء الطويلة حول موقد الحطب الذي تشوى فيه الكستناء والبطاطا والبصل أو المنقد النحاسي الذي يتقد فيه الجمر في الرماد الذي حمل من المدفأة ليملأ به هذا الوعاء الشرقي الثقيل.

أسرار السيقفة والمدفأة

تمتد الأكف في البيت الدمشقي شتاءاً حول المدفأة لتطرد الصقيع الذي يتسلل إلى الأصابع، وفي الطبقة العليا ثمة مطبخ صغير يوفر على أهل البيت النزول إلى مطابخ الطبقات الأخرى وثمة سقيفة للمؤن توضع بها الحاجيات الأساسية بما يوفر النزول إلى بيت المؤن الأساسي في الطابق الأرضي، وغالبا ما تستخدم السيقفة لتخزين المواد الغذائية التي تستخدم للشواء على المدفأة في ليالي الشتاء الطويلة.

عقاب نيسان

يمتزج الدفء والبرد الشتائي بين جدران البيت الدمشقي وتسمى هذه الأيام عند الدمشقيون ب”عقارب نيسان”نسبة إلى شهر نيسان لأن البرد لابد أن يعود ليلسع ويقرص لكن مطرة نيسان تحيي قلب الإنسان كما يقولون في تعبير دواعي أخير عند رحيل الشتاء.

جامع