هُنا في أسواق مدينة ووهان الصينية، كانت الأمور تسير على ما يُرام، يتجول المواطنون من بائع إلى أخر لشراء ما لذ وطاب لهم من المأكولات الموروثة من تراثهم الشعبي، أفكار غريبة حول الأطعمة الشاذة التي يعتقدون أنها تمدهم دائماً بالطاقة، ظلت متغلغلة في نفوسهم ويصدقونها إلى أن قلب كورونا طاولة تلك الموروثات القديمة رأساً على عقب، وضرب بكل اعتقادات هم عرض الحائط، فيروس كورونا القاتل الذي ظهر فقط ليتوج بدور المهاجم الشرس.
تحدٍ صعب تواجهه أكبر دولة أسيوية وتعيشه منذ نهاية عام 2019 وحتى الآن، فهل تتمكن الصين بكل ما تتمتع به من تكنولوجيا من مواجهة هذا الوحش الكاسر، شبح يسيطر على مدن الصين المختلفة، وامتد لبعض الدول الأخرى مهدداً بوأد كل غالٍ ونفيس، مدن تم عزلها وشوارع أصبحت خاوية خالية، وأصوات تتعالى محفزة بالصمود والمواجهة، فهل يمكن أن تفعلها الصين تلك المرة؟، أم أن العالم أجمع في مواجهة مجهول لا يمكن السيطرة عليه.
الأخطر هنا ليس المرض، بل في عدم التوصل الفعلي لمصل له، كل جهود الأطباء الحالية هي مجرد محاولات، يمكن أن تنجح كما أنها معرضة للفشل في الوقت ذاته، أحوال اقتصادية خارت قواها وأصبحت على أبواب الانهيار، قلق وتوتر دولي وعالمي يدب في النفوس كلما تردد اسم كورونا الصين، فهل تفعلها الصين تلك المرة وتسيطر على الوباء قبل انفجار كارثة لا يمكن التصدي لها فيما بعد، أم أننا في مواجهة خطر حقيقي لا يبعده عنا سوى بعض الوقت لكي يصل إلينا؟.
منظمة الصحة العالمية: عدد مصابي كورونا القاتل بلغ 34 ألف منهم 20 ألفاً في مقاطعة هوبي الصينية