كان شاغل بسمارك أن يتخذ حيال باريس موقفا دقيقا كي لا يلهب مشاعر الفرنسيين المكلومة في غير ما داع ومن هنا خرجت الفكرة التي طالما نادى بها العسكريون الألمان وهي اشعال نار حرب جديدة وهي الحرب الوقائية.
كانت هذه الفكرة تليق ترحيبا في نفس بسمارك الذي كان يسعى بحسابه الواضح إلى عدم زيادة الجرح الفرنسي وتجنب صرف تطردها إلى الخارج بتشجيعها على طلب المستعمرات ولقد رفض بسمارك ما طالبت بخ بعض الدول مثل إيطاليا من الوقوف في وحه فرنسا فكان رده.
إن إحساس فرنسا بوجود ألمانيا عقبة لها كفيل بأن يقوي روح الانتقام حيالها ويزيد في بغضاء الفرنسيين ونشاطهم ضدنا مما يؤدي إلى نشوب حرب جديدة وحتى اذا ما انتهت هذه الحرب لصالح ألمانيا فإن ألمانيا لن تستفيد منها شيئاً.
هذه اعتبارات أساسية يسترشد بها مستشار الإمبراطورية الألمانية رجال الحديد والنار بسمارك وتهديده إلى الصواب في دائرة عمله في السياسة الخارجية فألمانيا لم تكن تريد من فرنسا شيئاً إذ كان بسمارك يريد أن يعيش في سلام على الرغم من عمله أن باريس تنتهز الفرصة للانقضاض على ألمانيا وذلك لاستعادة كرامتها الجريحة.
اقرأ أيضا
