ملك ملوك الرياضيات ما هي حكاية الشيخ إردوش ؟

العلوم بشتى فروعها في تطور مستمر وكل منها يتطور بطريقته ويتفاعل من خلال آليات يرسمها التقليد العلمي لهذا الاختصاص، والرياضيات هي واحدة من هذه العلوم ولعلمائها تقاليد وإبداعات في التعامل الاجتماعي والعلمي، ونستعرض في هذا التقرير سيرة أبرز رياضيي القرن العشرين بول إردوش.

تختلف سيرة الرياضي المجري، بول إردوش، عن سائر سير الرياضيين الآخرين، فقد لقب ب “ملك ملوك طارحي المسائل” لأنه كان يتميز بطرح مسائل لا تستدعي كثيراً من المعارف الأولية لفهمها، وغالباً ما تكون في متناول تلاميذ المرحلة الثانوية.

تميزت مسائل بول إردوش، بالحلول البسيطة ولذلك يحاول حلها كبار الرياضيين، فمنها ما يعمر سنوات ومنها ما يعمر عقوداً من الزمن قبل أن يأتي أحدهم بالحل، وما ميز إردوش أيضاً أنه كان يكافئ من يجد حلاً لإحدى مسائله وفق درجة الصعوبة التي يراها في كل مسألة فمنها ما سعرها 50 دولاراً ومنها 100 دولار، ومنها 500 دولار.

تميز بول إردوش، بكونه “ابن بطوطة زمانه” بالنظر إلى تعدد ترحاله فهو لم يتزوج ولم تكن له وظيفة، وكان يقضي وقته متنقلاً بين الجامعات عبر العالم ينشر المعارف العلمية، ويُذكر أنه لم يكن يثضي أكثر من 10 في المائة من وقته في بيته ولذلك بلغ إنتاجه في مجال الرياضيات 1500 بحثاً وهو رقم قياسي لم يبلغه غيره من العلماء.

كان بول إردوش، يشترك مع غيره من الباحثين في كتابة المقالات وهكذا بلغ عدد الذين شاركوه النشر ووضعوا اسمائهم إلى جانب اسمه في المقالات المنشورة وهو بمثابة رقم قياسي أخر، وهو 500 باحث من مختلف بلدان العالم.

اقترن اسم بول إردوش، بأرقام تحدد علاقة كل باحث في الرياضيات بإردوش من حيث تراتبية النشر فإذا كان أحدهم قد نشر مثلاً مع إردوش، فيسحمل الرقم 1وإن كان هذا الباحث الذي نشر مع إردوش، قد نشر أيضاً مع باحث ثان مقالاً ما فهذا الأخير سيحمل الرقم2 وهكذا.