ما هو العصر الذهبي للرحلة وكيف أثر على مصر؟

ما هو العصر الذهبي للرحلة وكيف أثر على مصر؟
العصر الذهبى للرحلة
https://www.sba7egypt.com/?p=208747
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

شكلت الأساطير والحكايات سحر مصر فمارست سحرها المختلف عن سحر الشرق عموماً على زوارها وعشاقها من الرحالة والأدباء والفنانين والشعراء والمغامرين الأوروبيين حيث كان الشرق ات يزال شرقاً.. وكانت الدهشة لا تزال دهشة.. وكان للمناظر غموض السحر الذي يقود الخطأ في رحيلهم اليومي المغامر إلى عبق الصحاري وصخب الزحام وواجهات الحوانيت وروائح التوابل والثياب المزركشة وفنون العمارة وآثار الماضي العريق.

القرن التاسع عشر

منذ بدايات القرن التاسع عشر الذي يمثل العصر الذهبي للرحلة والرحالة، وتوافد على مصر رحالة من مختلف البلاد الأوروبية فانتجوا مدونة ضخمة خلال ترحالهم من كتب ويوميات ومذكرات وحكايات وتقارير وصور وخرائط.

ساهمت امدادات المستشرقين بإعطاء متعة شكلت نوعاً من الاستمرارية المنظمة لعلم الاستشراق وتركت أدق الآثار العلمية والأدبية عن مصر شملت تفاصيل دقيقة عن الأوضاع السياسية والإدارية والاجتماعية والاقتصادية والدينية.

وقد شهد عصر محمد علي باشا، تحولاً في اهتمامات الرحالة والأدباء الإنجليز بمصر فبدأوا ينصرفون عن دراسة الآثار الفرعونية إلى جوانب أخرى مثل الاهتمام بالطبيعة المصرية وأخلاق المصريين وعاداتهم.

كان صعود محمد علي باشا إلى حكم مصر قد أدخل الأحوال الاجتماعية لمصر في دائرة الضوء، وازداد توافد الرحالة لبحث النظام الجديد والكتابة عنه.

أخذت جوانب كثيرة تستحوذ على اهتمام من يرغبون في زيارة مصر كما اتسعت نظرة الغريب إلى مصر فبفضل الأبحاث العديدة التي كانت تجرى عنها وبالتابي طول مدة الإقامة بها تعمقت المعرفة وأصبحت تجربة قربت مصر من النفوس.

فلم يعد الرحالة يعتبرونها مجرد خلفية لتأملاتهم في الأخلاق والحياة الشرقية، كما أن علم المصريات أنضج معرفته بمصر وتاريخها العريق وأثارت فضوله، لأنها أصبحت غب متناوله كما أنها ولدت الحب.

أصبح الرحالة يزور مصر من أجل الرحلة ذاتها وبما أنه لم يعد ملتزماً بالعودة إلى بلاده بأخبار جديدة عن آثار مصر، فقد تجول حيثما شاء في أي مكان فالمعرفة ولدت الحرية.

كانت كتابات المستشرقين عن مصر قد ساهمت في التعريف بآثار بلادنا وهي تلوذ بالخلود وبشعب عاش تجارب تاريخية فريدة، رحل هؤلاء إلى بلادنا بدافع من روح المغامرة وحب الاستطلاع وبعضهم كان مشحوناً بالحنين نحو وطنه الحقيقي الذي ينتمي إليه بروحه نحو مصر.