غدت المدن العربية على الساحل الأفريقي بمثابة محطات ومراكز تجارية تفد إليها منتجات وسلع الأقاليم والجهات الداخلية من القارة حيث يتم تصديرها إلى الخارج وفي المقابل كان يتم استيراد السلع والمنتجات الشرقية وبالتالي نجح العرب في إخراج القارة الأفريقية وبصفة خاصة شرق القارة من عزلتها عن طريق ربطها بأهم مصادر وموارد الإنتاج العالمي.
ثم نأتي أخيراً إلى النتائج الاجتماعية التي ترتبت على الهجرات العربية إلى شرق أفريقيا فنقول أن الإسلام لم يعرف الحاجز اللوني مما ترتب عليه تهيئة الظروف الموضوعية لتغيير علاقات الزواج وتكوين الشعب السواحلي .
وقد نشأ هذا الشعب نتيجة للزيجات التي تمت على نطاق واسع بين الجاليات العربية والفارسية وبين العديد من القبائل الأفريقية وعلى رأسها قبائل البانتو مما أدى إلى انتشار اللغة الساحلية.
لا نترك هذه النتائج تمر علينا دون أن نشير إلى بعض اراء غلاة الاستعمار من المؤرخين فقد أشار كوبلاند على سبيل المثال في كتابه عن شرق أفريقيا بقوله اننا يجب ألا نندهش لما يذكره هؤلاء الرحالة سواء العرب أو الأجانب عن مظاهر الحضارة التي نقلها العرب لشرق أفريقيا فإن العرب كانوا في ذلك الوقت حملة لواء الحضارة فلا شك في أن مدارس بغداد والقاهرة وتونس كانت حتى القرن الثالث عشر تفوق ذلك التي في اكسفورد أو التي في أية مدينة أخرى.
اقرأ أيضا
