تعتبر موسيقى الآلة المغربية والمعروفة اختصارا باسم ” الموسيقى الأندلسية” من اقدم الموسيقات التراثية اللامادية العالمية التي عبرت الزمن إلينا عبر أطوار مديدة من التلقي.
والذي أخذ في مراحله الأولى صبغة التلقين الشفهي القائم على الحفظ أمام ضعف وسائل التوثيق خصوصا وأمام الضياع والإهمال الذي طال المخطوطات التي عنت بتوثيق معطياتها.
قد عجلت نهاية الحكم العربي ببلاد الأندلس اسراع فئات عريضة من المسلمين إلى البحث عن جغرافيات أكثر امنا من أجل الاستقرار خاصة بعد سقوط غرناطة مقابل ما عنوه من تضييق للحريات وتعسف في الاستفادة من الحقوق التي كانوا يتمتعون بها من قبل.
وهذا ما وجدوه في بلاد المغرب العربي الكبير نظرا للروابط العقدية والدينية والسياسية التي كانت تقرن تلك الاقطار ببلاد الاندلس وخصوصا المغرب الاقصى الذي احتضن نسبة مهمة من أولئك المرحلين قسرا.
وقد رحلوا معهم إلى جاني امتعتهم ما ترسخ في ذاكرتهم من عادات وتقاليد اجتماعية وكذا ما استقر في اذهانهم من إرث ثقافي ومعرفي.
وقد شكل الأدب الشفهي جزءاً مهما مما تتاقلوه إلى الأوطان التي شدوا الرحال إليها أمام قلة الأدب المكتوب الذي منعوا من ترحيله إلا ما ندر.
وقد كانت الاشعار المغناة في موسيقى الآلة جزءاً من تلك المواد التي عبروا بها المتوسط محاولين مشاركتها ساكنة المناطق التي اختاروها للعيش.
بلغت موسيقى الآلة شأوا كبيرا عندما بسط العرب سيطرتهم على شبه الجزيرة الإيبيرية وامام ذلك التداول الواسع ترسخت ثقافة موسيقية تميزت بخصوصية محلية.
