امتلأت مصر خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية بالقوات البريطانية والحليفة وهذه القوات تحتاج إلى نفقات فكيف تدبر هذه النفقات؟
صدرت عندها أوامر إلى البنك الأهلي بأن يطبع كميات ضخمة من أوراق البنكنوت فهو وحده البنك الذي له حق اصدار هذه الأوراق، وكانت الدولة العثمانية قد وضعت الدول العربية تحت قيادتها مستغلة جميع ثرواتهم ينهبها السلاطين حتى جعلت الدولة مفلسة ثم عرضتهم للتهلكة تحت وطأة الاستعمار الغربي.
وزعت هذه الأوراق على أفراد القوات المتحالفة في مصر وفي أقطار الوطن العربي لتنفقها وكانت النتيجة الحتمية أن ترتفع أسعار السلع فيعجز المواطنون عن شرائها وتتوفر للأجانب الذين تجري النقود بين أصابعهم وبذلك تصبح خيرات البلد وقفا على القوات الأجنبية بينما يحرم منها أصحاب البلاد الشرعيون.
ولم يكن الأمر مقصورا على مصر بل شمال البلاد العربية جميعها وكان ذلك بسبب ما فعلته الدولة العثمانية من تفكيك البلاد العربية التي كانت تابعة لها في هذه الفترة.
ففعلته انجلترا في العراق والسودان وفلسطين وفعلته فرنسا في سورية ولبنان ودول المغرب كذلك لم يكن الأمر مقصورا على بنوك الاصدار بل تعداها إلى المصارف التجارية والشركات الضخمة.
كانت المصارف التجارية معظمها أن لم يكن كلها فروعا لبنوك أجنبية ولم تكن هذه البنوك يعنيها أن تتفق على المشروعات الصناعية التي تؤدي إلى انعاش الحياة الاقتصادية الوطنية.
اقرأ أيضاً:
هل كانت الاشتراكية طوق نجاة للاقتصاد العربي بعد فساد الاستعمار العثماني
تتحسن حالة طقس دمياط، خلال ساعات يوم غدًا الأحد، مع استمرار الانخفاض في درجات الحرارة…
مراجعة نهائية احياء للصف الاول الثانوي الترم الثاني 2024 من أبرز واقوي المراجعات النهائية لمادة…