يقول بلنت محامي أحمد عرابي، سرت في مصر رنة فرح لم يسمع بمثلها على ضفاف النيل منذ قرون فظهر عرابي بعد مظاهرة عابدين في التاسع من سبتمبر عام ١٨٨١ على انه زعيم الأمة وبرغم انه لم يتلق قسط من التعليم العالي الا أن شخصيته القوية مكنته من السيطرة على الجيش.
وهو يتكون من ابناء الفلاحين والعنال خرجوا من الحقول من وراء المحراث والساقية ومن مصانع السكر ومزارع القطن والجيش هو القوة الوحيدة التي يمكن أن تنحاز لطلبات الشعب.
كان عرابي يجمع التوقيعات للمطالبة بزيادة عدد الجيش إلى ١٨ ألف جندي حسب معاهدة لندن ١٨٤٠ ومجلس نيابي ودستور للبلاد ومناقشة الميزانية امام مجلس النواب.
كان السخط ضد الأجانب قد زاد بعد مؤتمر برلين عام ١٨٧٨ الذي قررت فيه الدول الأوروبية تقسيم الدولة العثمانية واحتلال أراضيها وكانت حالة المجتمع المصري مستعدة لتلبية مطالب الثورة.
بفضل انتشار التعليم في عهد محمد علي، فقد افرزت طبقة مثقفة مستنيرة تطلع إلى الحرية والدستور وتخرج جيل آخر على يد جمال الدين الأفغاني يؤمن بالثورة ضد الفساد والاستبداد.
