ادى التنوع المناخي في الوطن العربي إلى قيام التبادل الاقتصادي بين اجزائه المختلفة فسكان الصحاري من البدو لابد لهم من تبادل فائض انتاجهم مع الفائض من انتاج الزراع الذين يسكنون السهول.
وبين الزراع انفسهم كانت هناك ضرورة لتبادل المنتجات فغلال حوض البحر المتوسط تختلف عن غلات السودان ومن ثم فقد أدى هذا التعامل التجاري إلى أن تلتقي شعوب الأمة العربية بعضها مع بعض وتتبادل أفكارها وتختلط دماؤها فكان هذا التبادل الذي نشأ عن تنوع البيئات عاملا من عوامل الحية في تكوين النسيج الشامل للأمة العربية منذ أقدم العصور.
ويلاحظ أن الجزء الأكبر من أراضي الوطن العربي يغلب عليها الجفاف ويصبح تأمين الموارد الكافية من المياه من المشكلات الأولى التي تواجه السكان وأمور الماء وتنظيمه سولء في البادية أو السهل.
ليست من الأمور التي يمكن أن يقوم بها الفرد لابد من تعاون الجماعة فيها لا يستطيع فرد أن يحفر ترعة بمفرده أو أن يقيم جسر على نهر وفي الصحراء لا يمكن أن تترك موارد الماء المحدودة دون تنظيم
ومن ثم فقد كانت شئون الماء والاشراف على تنظيمه وتوزيعه من العوامل التي ربطت بين سكان الوطن العربي في جهاته المختلفا وخلقت نوعا من الوحدة لمواجهة هذه المشكلة المصيرية.
اقرأ أيضاً:
لغة واحدة ومصير واحد هل اختلف هدف الدول العربية في العصر الحديث
