قهر الزمان في مشهد كيف عبر ورد مسموم عن نبض الأحياء الشعبية المصرية ؟

قهر الزمان في مشهد كيف عبر ورد مسموم عن نبض الأحياء الشعبية المصرية ؟
قهر الزمان
https://www.sba7egypt.com/?p=186960
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

استطاع فيلم “ورد مسموم” أن يقدم مشروعاً فيلمياً مختلفاً من حيث اللغة السينمائية وعناصرها التي تم تطويعها لخدمة رؤية سينمائية ترمي إلى الاستفادة من المرئي قدر الإمكان فنجح المخرج أن ينقل الصورة كاملة عبر تعميق الحالة السردية وتوظيف بنية الصورة وجعلها لوحات فنية معبرة تكشف في مشاهد متعاقبة عن قدر ما يعانيه الإنسان في ككان لا يصلح لحياة إنسانية.

البنية الدرامية لفيلم ورد مسموم

اعتمد المخرج أحمد فوزي صالح، في تصويره للبيئة الشعبية وحالة البؤس التي يعانيها الأهالي على تكنيك الصورة، فتمكن من جعل البيئة مثار اهتمام المشاهد فجاء الاعتماد عليها كبنية درامية مؤثرة تفرض نفسها على المشاهد في المقام الأول وتتضافر مع هذا البناء صورة المرأة في الأحياء الشعبية المهمشة ومدى القهر الذي يعانيه حتى عندما خرج إلى فضاء آخر من خلال العمل.

رؤية شبابية للإخراج

ارتكزت رؤية أحمد فوزي صالح، مخرج فيلم ورد مسموم، الفنية على لغة سينمائية جديرة بالتأمل حيث قامت على بلاغة الصورة وفتنتها وتهميش لغة الحوار واستقطارها من خلال التكثيف الشديدة في اللغة المنطوقة، مع إبراز الصورة وسخائها في إنسيابية عفوية غير مصنوعة أو مجهزة سلفاً فجاءت اللغة مشهدية أكثر منها لغوية وتم توظيف الصورة بواقعيتها كلوحات فنية معبرة جعلت اللغة المنطوقة تتراجع وتصبح بلا أهمية كبيرة.

الاقتصاد في لغة الحوار

اعتمد فيلم ورد مسموم، على سيناريو مشهدي معبر عن الأحداث كافة، مع الاقتصاد في لغة الحوار الشفهي إلى أقصى درجة والتركيز على القليل من الكلمات فأصبحت الكاميرا كأداة هي الأبجدية الأولى المعبرة عن لغة الفيلم وبالتالي أختفى الخطاب القولي الزاعق الذي تعتمد عليه كل أفلام السينما العربية، لأن الموضوع برمته تنقله الكاميرا لا الحوار، وهو ما أضافه الفيلم إلى ذائقتنا الفنية.

الجوائز التي حصدها فيلم ورد مسموم

حصد فيلم ورد مسموم، على العديد من الجوائز الدولية كجائزة أفضل فيلم في مهرجان السينمل الإفريقية بإسبانيا، وثلاث جوائز في الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وحظي الفيلم بمتابعة جيدة أثناء مشاركته بالمسابقة الرسمية لمهرجان روتردام السينمائي الدولي بهولندا ومهرجان كولونيا للفيلم الإفريقي بألمانيا ومسابقة المخرجين الجدد بمهرجان ساو بالو.