صراعات شيوخ الأزهر وطه حسين كيف ولماذا اشتعلت ؟

صراعات شيوخ الأزهر وطه حسين كيف ولماذا اشتعلت ؟
طه حسين
https://www.sba7egypt.com/?p=191671
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

كانت حياة طه حسين مملوءة بالأعاصير فهناك الإعصار الأول الذي قابله في حياته والذي تمثل في ثورته على شيوخه في الأزهر وقسوة نقده لهم، وهو الأمر الذيىأدى بهم إلى التكاتف ضده والانتقام منه بحرمانه من النجاح في الحصول على درجة العالمية.

 

كان رد الفعل على ذلك هو انتقال طه حسين، من الجامعة الأزهريو الدينية إلى الجامعة المدنية الجديدة التي كانت تمثلها الجامعة المصرية الوليدة التي كان أستاذه أحدد لطفي السيد مديراً لها ، وقد توسط له السيد لكي يدخل كلية الآداب ويكون أحد الطلاب النابهين في قسم اللغة العربية، ولكن ظهرت ثانية أعاصير طه حسين في هذا القسم ضد أستاذ من أساتذته وهو الشيخ محمد المهدي الذي كان منتدباً من الأزهر لتدريس الأدب العربي في الجامعة المصرية القديمة وكان محور الصدام حول شخصية أبي العلاء المعري ومعتقداته واختلف الفتى الطالب مع أستاذه المهدي.

تسبب الشيخ محمد المهدي في حرمان طه حسين، من حصوله على درجة مرتبة الشرف الأولى، ومع ذلك عندما قام طه حسين، بنشر رسالته العلمية تصدى له بعض رجال الأزهر وهاجموه في اللجنة التشريعية التي كان يرأسها سعد زغلول الأزهري الأصل ولكن زغلول دافع عنه وأخرجع من المأزق.

ذهب طه حسين، إلى فرنسا لكي يحصل على درجة الدكتوراه من جامعة مونبلييه ويقضي هناك عاماً لكنه اضطر إلى العودة بسبب سوء الأحوال المادية للجامعة.
عاود الكتابة في جريدة السفور، ولكنه يتذكر ثأره القديم من أستاذه المهدي فكتب مقالاً عن درس الأدب في الجامعة مهاجماً فيه الشيخ المهدي أقسى الهجوم ولا يتركها له الشيخ فيذهب شاكياً لإدارة الجامعة ويكاد ينتهي بأن تقرر الجامعة حرمان طه حسين، من العودة إلى بعثته في فرنسا.

نجحت وساطات طه حسين، في احتواء الأزمة ومن ثم آثار الإعصار ويتدخل السلطان حسين كامل في الأمر ويعود طه حسين، إلى البعثة ولكنه هذه المرة إلى باريس بدلا من مونبلييه وهناك قابل سوزان الفتاة الفرنسية التي أحبها وساعدته مساعدات هائلة في تلقي دروسه وفهمها، وينتهي الأمر بحصول طه حسين، على درجة الدكتوراه في التاريخ والاجتماع في موضوع “فلسفة ابن خلدون” والعودة إلى القاهرة عام 1919م.