صباح جديد يشرق على المجال العقاري في العالم العربي

صباح جديد يشرق على المجال العقاري في العالم العربي
المجال العقاري في العالم العربي
https://www.sba7egypt.com/?p=434694
صباح مصر
موقع صباح مصر
صباح مصر

تتغير ملامح الكثير من المجالات من آنٍ لأخر، ويحدث ذلك بشكل طبيعي، أما بسبب المتطلبات الجديدة التي تهل على المجال والتغيرات التي تحدث فيه أو بسبب الاحتياجات الذي يفرضها العميل في ذلك المجال.

 

ولكن ما هي التغيرات التي تحدث وما سبب حدوثها وما هي احتياجات العميل بشكل عام؟

يوجد نمط شبه ثابت يتشبث به المجال العقاري في عالمنا العربي منذ أكثر من 20 عام، وحتى بعد ما حل من تطور تكنولوجي أثّر بشكل ملحوظ على المجالات المختلفة الا ان المجال العقاري ظل متمسك بتقديم نمط واحد حتى جاءت شركات مثل شركة فلات & فيلا “Flat & Villa” ومثلها أخريات من الشركات العقارية لكي يقدموا نمط حديث يغيِّر من ذلك المفهوم الثابت، وقد تنوعت تلك التغيرات بين التالي:

 

  • تغير في العنصر التسويقي

في السابق اعتمدت شركات الاستثمار العقاري وكذلك شركات التسويق العقاري في العالم العربي على عرض المشاريع العقارية في الصحف المطبوعة، ولكن مع بزوغ العصر التكنولوجي تغيّر الاقبال بشكل كبير على الصحف المطبوعة تلك، وأصبحت المجالات المختلفة تتوجه إلى الإصدارات الإلكترونية بدلًا من الصحف، الا ان الأمر بات لا ينحصر على الصحف من الأساس، حيث ان عمليات التسويق أصبحت تتم على منصات أخرى لا تمت للصحف بصلة، مثل منصات التواصل الاجتماعي، والتي أيضًا سبقها الإعلان في المنتديات والاعلانات في المواقع العامة.

 

  • تحديث المحتوى المعروض

بتبعية كون الإعلانات أصبحت معروضة على منصات الكترونية، فبالتالي انحصار العرض في شكل صورة وكتابة أصبح من الماضي، فالمنصات الإلكترونية تلك اتاحت فرصة عرض فيديوهات تمامًا كما هو الحال في التلفاز وذلك لنطبق أيضًا حتى على الصحف الالكترونية، مما اعطى المشتري نطاق أكبر لمعاينة ذلك المحتوى بشكل أدق، علاوة على تعددية الصورة التي لم تكن متاحة في السابق في الصحف المطبوعة، حيث ان الصور المعروضة باتت تغطي العديد من الجوانب المرجوة بالنسبة للعميل، مما اختصر على الطرفين سواء الشركة أو المشتري الكثير وجعل مسألة المعاينة أكثر سلاسة وأكثر دقة.

  • خلق محتوى عقاري تفاعلي

محدودية المعروض في السابق حدَّت من تعددية المعروض بشكل عام في العالم العربي، حيث ان المحتوى العقاري لم يكن ليتعدى الإعلان أو الاعلانين في الجريدة الواحدة للشركة الواحدة، فبالتأكيد فرصة عرض كل المتاح بالنسبة للشركات العقارية في صحيفة واحدة هو شيء أشبه بالمحال، وكان يتم حل تلك المعضلة جزئيًا بعد التواصل مع الشركة من قبل العميل، ولكن ذلك لم يحل المشكلة بشكل كامل كما حلها المحتوى الالكتروني التفاعلي، فقابلية التنقل من مشروع سكني لمشروع استثماري، ومن شقة الى فيلا، مع التحكُّم في الأسعار حسب الحاجة، ومع التحكم في مناطق الكمبوندات والمشاريع أو في أي شيء أخر، خلق مرونة سهّلت الكثير أيضًا على جميع الأطراف.

ولكن ان كان الأمر كذلك، وكانت التكنولوجيا هي أساس التقدم والتيسير، فلما تأخر المجال العقاري في العالم العربي بالتحديد دونًا عن غيره من المجالات الأخرى؟ هنا أيضًا سنسرد بعض النقاط البسيطة التي ابطأت من حركة الشركات العقارية في العالم العربي ومنعتها من مواكبة التقدم التكنولوجي بشكل لحظي وجعلتها تتأخر عن أغلب المجالات الأخرى.

  • حساسية القرار في المجال العقاري

المجال العقاري لا يشبه الكثير من المجالات الأخرى، فمن المعروف ان أسعار الشقق والفلل أو الوحدات العقارية بشكل عام تعادل مئات، وآلاف وفي بعض الأحيان حتى ملايين أضعاف أسعار المتاح في المجالات الأخرى، وذلك يُثقِل سلاسة أخذ القرار بالنسبة إلى جميع الأطراف، فمثلًا المشتري لن يأخذ قرار الشراء بسهولة في ليلة وضحاها، وذلك لكبر المبلغ وحساسية القرار، في المقابل ذلك أيضًا يَحْدُث بالنسبة لشركات العقارات التي تعلم جيدًا ان التغيير لا بد أن تصحبه بعض المخاطر، والمخاطر هنا أكبر من غيرها في المجالات الأخرى، فببساطة ان كان الأمر يسري بدون مشاكل حقيقية، وان كانت الحاجة الى ذلك لم تصل الى حد كونها ضرورة قصوى، فذلك بالتأكيد سيبطئ من الخُطى.

 

  • انعدام الحاجة الى التغيير

عادتًا يصبح التغيير مطلوب عندما تصبح المنافسة قوية وبها سباق شرس، ولكن لكون التغيّير حساس في ذلك المجال، فذلك حَصَرَ خيارات التغيير وجعل الشركات تُقْصي خيار الانتقال من نموذج عمل الى اخر، وجعلهم ينظرون الى بدائل آمنة تطور من شأنهم بعيدًا عن الانتقال إلى المنصات الالكترونية، فأصبحوا يراقبون بعضهم البعض ويتطمأنون برؤيتهم يتبنون نفس نموذج العمل دون تغيير. مما اشعرهم بأن الحاجة للتغيير ليست ضرورية، أو بشكل أدق هي ليست ضرورية في المجال العقاري في عالمنا العربي في ذلك الوقت بالتحديد.

 

  • الجديد حلَّ من الجديد

المخاطر التي خشتها الشركات القديمة، لم تكن لتخشاها الشركات التي تأسست حديثًا وكانت فرصتها بأن تخشى من البدء بنموذج عمل حديث لم يُجرَّب من قبل ضئيلة للغاية، ولكن لكل شيء إيجابيات وسلبيات، ففي الوقت الذي كانت تلك الشركات تسعى لدخول السوق، كان ينقصها اكتساب السمعة الجيدة، الشيء الذي جنته شركات عقارية أخرى على مدار عقود، فشركات التسويق العقاري المماثلة إلى شركة فلات اند فيلا، كانت تكتسب الثقة تدريجيًا، وكانت من أخذت الخطوة الجريئة تلك دون الخوف من نتائج قد تكون محفوفة ببعض المخاطر وبها شيء من المجازفة بالنسبة لكثيرين.

في النهاية تلك المسألة كانت آتية عاجلًا أم آجلًا، ولا يوجد ما يجزم ان كان هناك وقت أمثل لأخذ تلك الخطوة بالنسبة للشركات عقارية في العالم العربي، ولكن الأكيد أن العند تجاه التغيير بالنسبة لبعض الشركات أخَّر من ترتيبها في ذلك السباق مما انعكس بكل تأكيد على أوضاعها المالية وأثر عليها سلبيًا.