رضوى المرأة التي هزمت السرطان ما هي قصتها؟

رضوى المرأة التي هزمت السرطان ما هي قصتها؟
رضوى موسى يوسف
https://www.sba7egypt.com/?p=221783
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

أمي حبيبتي تركت عالمنا من ٢٥ عام بالتحديد! عمر كامل ولكن ذكراها والدروس التي أصرت على تركها بقت للأبد. فربما تركت عالمنا قبل ان تتم عامها الأربعين ولكنها زرعت قيم ودروس تحيا العمر كله.

حبي للكتابة بدأ من حبي للقراءة، فقد حرصت أمي على ان تشترك لي سنوياً ببرنامج المكتبة الصيفي الثقافي وشجعتني ان اقرأ باللغتين الإنجليزية والعربية. كانت كلمتها الدائمة (عارفة انا بتكلم لغات كويس ليه؟ عشان بقراهم كتير)

اول كتاب اتذكره كان (كليلة ودمنة)، كنت في قمة السعادة ونحن في طريقنا على الأقدام من منزلنا في حي مدينة نصر الى (مكتبة دار الفكر العربي) نتصفح الكتب المختلفة. اعترضت قليلاً على كونه بالفصحي وظننت انه سيكون ممل! و لكن أمي اشترته قائلة: (ده انت بالذات حيعجبك قوى!)

أخذته وجريت الى غرفتي اقرأه وبدأت اسافر مع كليلة ودمنة وأتحدث مع الحيوانات المختلفة في كل قصة، بت أحلم إني شخصية من ضمن شخصيات الأساطير وأتذكر إني كنت أتكلم بحماس رهيب على القصة، الأمر الذي جعل أمي تشجعني على كتابة تحليلي للكتاب لكي أتعلم سرد رأيي كتابةً وأتذكر كل الرسائل والحكم في القصص.

ماتت أمي أسبوعين قبل عيد ميلادي الثاني عشر، ولكن رسالتها استمرت حتى الآن، فقد ورثت مكتبتها الذخيرة بالكتب والروايات وخاصة روايات الكاتب إحسان عبد القدوس. انا حرة، لا تطفئ الشمس وغيرها من الشخصيات والتي نمت عندي فن رواية القصص وكتابتها. شكرا أمي.. كل سنة و انت طيبة في الجنة.

تخرجت الكاتبة والمؤلفة رضوى موسى يوسف، من كلية إدارة الأعمال عام 2004 في جامعة عين شمس، وحصلت على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال.

بعد التخرج مباشرةً، شغلت منصب المدير التنفيذي للاستيراد والتصدير لشبكة تسوق تليفزيونية، بالمجموعة المتحدة، والتي كانت شركة عائلية. بعد ذلك بعامين، تزوجت وانتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتأسيس عائلتها. وهي الآن أم لثلاثة أطفال؛ زين )12عامًا) وملك (10أعوام) وآية (3 أعوام)، وتدير حاليًّا شركة استثمار عقاري مع زوجها تامر يوسف.

في فبراير 2013 تعرضت حياة رضوى وعائلتها لحدث كبير عندما تم تشخيص ابنها الأكبر زين بالسرطان العصبي (المرحلة الرابعة). وبدأ رحلة علاج قلبت حياة أسرتها رأسًا على عقب؛ وهو ما نتج عنه ما تصفه ] الحياة [بما قبل وما بعد تشخيص زين.

لم يتوقف شغف رضوى بالكتابة منذ الصغر؛ فقد نشرت بعض مقالاتها في مجلات مختلفة ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي على مر سنوات، واستخدمت الكتابة كمتنفس صحي لتُحدث تغييرًا باستخدام قوة الكلمة المكتوبة.

شاركت رضوى في تأسيس “ارسم بسمة” وهي منظمة غير ربحية في كاليفورنيا للمساعدة في إحداث تغيير في عالم عرفته جيدًا. في عام 2018، وبينما كان ابنها زين يصارع مرض السرطان بعد أن عاود الظهور للمرة الرابعة، شعرت رضوى بمسئولية أن تشارك مع العالم رحلتها مع أسرتها – رحلة صعبة لكن ملهمة، تهدف ليس فقط لمساعدة أسر مرضى السرطان، بل لنشر رسالة الإيمان والأمل والمثابرة لأي شخص يحتاج إليها في مختلف جوانب الحياة.

نشرت رضوى كتابها الأول “زين – حكاية عتمة ونور”، الذي حقق أفضل مبيعات في أسبوعه الأول بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2019 .

حظيت رضوى مؤخرًا بلقب سفير وسائل التواصل الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط من موقع الفيسبوك تكريمًا لاستخدامها وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة مؤثرة بهدف زيادة الوعي بسرطان الأطفال وبث طاقة إيجابية ونشر رسالة وحدة الأسرة والأمل.

 

إقرأ أيضا