يطالعنا في خان الخليلي سوق الذهب والفضى ومن النادر أن تعرض بضائع للبيع والأزقة غاية في الضيق في ذلك الجزء لدرجة تم شخصين لا يستكيعان أن يمرا بسهولة إذا مشيا كل بصدره، كانت تلك الصورة التي جاءت في المؤلفات الوصفية عن سوق خان الخليلي خلال طلع القرن التاسع عشر، وقد نقلها المستشرقين إلى أوروبا.
الحوانيت
كانت الحوانيت “الدكاكين” بالغة الصغر أكثر مما تتصور وهي عبارة عن دواليب فحسب يبلغ عرصها ثلاثة أقدام وأعد كل صوان على سكل صفوف من الأدراج الصغيرة والفتحات الضيقة وفي الأمام نوع من الدرج الحجري المغطى بالحصير يسمى مصطبة، وتستخدم في الجلوس والعرض.
حيث يجلس المشتري على حافة المصطبة ويجلس التاجر القرفصاء أو متربعاً بالداخل وعلى هذه الحالة يستطيع دون أن ينهض من مكانه أن يسحب درجاً تلو الاخر.
بعدها تتحول المسافة الفاصلة بين الرجلين إلى أكوام من حلي الذهب والفضة وهذه المشغولات تختلف عن بعضها فقط طبقاً لنوع المعدن حيث تتطابق الزخارف، وتباع بالوزن مع هامش الربح، وبالتعامل مع الغرباء الذين لا يعرفون الأسلوب المصري في البيع والشراء والأوزان فإن المشغولات الفضية عادة ما توزن بالروبيو أو خمس فرنكات للقطعة والمشغولات الذهبية تقوم بالعملة التابليونيو أو بالجنيهات الذهبية الإنجليزية.
تشمل المصنوعات التي تصنع في القاهرة بشكل أساسي السلاسل والأقراط والأساور والخلاخيل والقلائد المحلاة بالعملات والزخرفة البارزة وتتميز جميعها بتصميمات غنية وعتيقة أما بالنسبة للتجار فإن لطفهم وحملهم لا نهاية له وصبرهم غير قابل للنفاذ.