حقوق المرأة العربية بين قيود الأعراف وسلطة الرجال

حقوق المرأة العربية بين قيود الأعراف وسلطة الرجال
حقوق المرأة العربية
https://www.sba7egypt.com/?p=182956
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

على الرغم من حصول المرأة العربية في معظم أنحاء الوطن العربي على حقوقها السياسية وغيرها وتحقيقها للعديد من المكاسب التي حسنت من أوضاعها الاجتماعية في مختلف البلدان العربية فإن الطريق لا يزال طويلاً حتى تتحول هذه المكاسب والحقوق إلى واقع ملموس ومامرسة فعلية تتعامل بها المرأة بالتساوب مع الرجل من حيث الحقوق والواجبات والنظرة الإنسانية.

 

وتخرج المرأة العربية من كبوة الأعراف الثقافية السائدة عند معظم البلاد العربية التي تنقص من حقوقها وتنقص من كينونتها وتحبط أحلامها.

هناك نظرة خاطئة لحقوق المرأة حيث تم اختزالها في الحقوق السياسية فقط، أي أن البعض يرى أنه بمجرد أن تنال المرأة حق الترشح والانتخاب للبرلمان أو الهيئات والنقابات الشعبية فذلك يعني أنها نالت حقوقها كاملة وأصبحت بمستوى واحد مع الرجل.

لا شك في أن هذه النظرة قاصرة ولا تعبر عن الواقع، فلا شك أن الانتخاب والترشح قد عززا من دور المرأة في المجتمع لكن لو نظرنا للجانب السياسي لوجدنا تم الذكور مازالوا يحصدون الغالبية العظمى من مقاعد البرلمانات، بل وإحياناً لا تنجح حتى تمرأة واحدة في الانتخابات كما حدث في البرلمان الكويتي الأسبق فضلاً عن عدم استقلالية الغالبية من النساء في اتخاذ قرار تحديد الإدلاء بأصواتهن.

إن ما حصلت عليه المرأة العربية من حقوق لم ينعكس على أرض الواقع فالمسألو أشبه بالشكل والمضمون بمعنى أن ما سنته القوانين يعطي صورة شكلية عن وضع المرأة وواقعها المجتمعي بشتى المجالات، واحترام كيانها وخياراتها واستقلاليتها وعدم تهميشها وحصرها في وظائف واطر معينة.

تتحول حقوق المرأة إلى مضمون فعلي فإن ذلك يتطلب إحداث تغيير ثقافي في واقع الثقافة أو الثقافات الدارجة في المجتمع العربي بحيث يتحول احترام المرأة وحقوقها إلى قيم ثقافية تنشأ عليها الأجيال وتتحول إلى ممارسات فعلية وتسن القوانين التي لا تميز بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات وترفع الغبن عن المرأة أينما وجد.