برامج علاج ادمان المخدرات المختلفة

برامج علاج ادمان المخدرات المختلفة، مع تطورها اللافت للنظر، لا بد أن يتم تطبيقها باحترافية شديدة داخل مستشفيات علاج ادمان المخدرات، من خلال التشخيص السليم للحالة، ومدى موائمة البرنامج العلاجي مع ظروف المريض الصحية، النفسية، السلوكية، وكذلك الاجتماعية، فهناك برامج قصيرة المدة، وغيرها متوسطة، فضلاً عن برامج الإقامة الكاملة داخل مستشفيات علاج ادمان المخدرات، التي تُساهم بصورة أكبر في ضمان نسب الشفاء والتعافي من التعاطي والإدمان.

برامج قصيرة المدة

برنامج علاج الإدمان في 7 أيام، أو النالتريكسون، هو أقصر الطرق لعلاج الإدمان إذا لم يرغب المريض في الالتحاق ببرنامج طويل المدة، نظرًا لظروف سفره، عمله، حياته الشخصية، والنالتريكسون “الآمن”، عبارة عن “كبسولة” يتم زرعها تحت جلد المدمن، وليس له أي آثار جانبية، ويمكن تناوله أيضًا عن طريق الحقن الشهري، من خلال إشراف طبي متخصص، مع العلم أن استخدامه لا يتم إلا بعد تخطي مرحلة الأعراض الانسحابية، التي تتبع برنامج سحب سموم سريع، أو سحب سموم بدون ألم، داخل مستشفيات علاج ادمان.

برامج علاجية مكثفة

برنامج علاج الإدمان في 28 يوم، هو أحد البرامج العلاجية المكثفة، التي تتيح للمرضى تجاوز مراحل العلاج خلال شهر، بمزيج من البروتوكولات العلاجية المعتمدة، والتي تتضمن، العلاج، الدوائي، التأهيل النفسي، الترفيه والرياضة، فهو خيار عملي لبعض المرضى، الذين لا يحبذون الالتحاق ببرامج نصف الإقامة والإقامة الكاملة، كما أن برنامج الماتريكس أحد برامج علاج الإدمان المكثفة، ويعتمد من خلاله المتخصص في العيادات الخارجية داخل مستشفيات علاج ادمان المخدرات على الجلسات الفردية، الجماعية، ودورات مجموعات الدعم الذاتي، فهو مزيج من برامج الدعم الذاتي، والسلوكي، ومنع الانتكاسة، وقد يبدأ بست جلسات ويمتد إلى حوالي 36 جلسة، تشمل التوعية الإرشادية لأسرة المدمن، وقد يتخلله تطبيق برنامج الـ 12 خطوة الروحاني.

برامج الإقامة الكاملة

المجتمع العلاجي، أو بيوت إعادة التأهيل، هي الوصف الأمثل الذي يقع على برامج الإقامة الكاملة، داخل مستشفيات علاج ادمان المخدرات، سواء أكان المريض يحتاج إلى علاج إدمان الحشيش، الترامادول، الهيروين، الكوكايين، الاستروكس، الكريستال ميث، الأفيون، المسكنات، المنشططات، المهدئات، والكحوليات، وكذلك علاج ادمان ليريكا أو ليرولين، أو علاج ادمان الكبتاجون، أو الأمراض المرتبطة بسوء استخدام العقاقير الطبية، فلا غنى عن هذا البرنامج المتكامل الذي يشمل كافة مراحل العلاج، ويضمن للمريض التعافي من الإدمان في غضون من 4 : 6 أشهر، بعد تخطيه مراحل الفحص والتحاليل والتقييم الشامل، مرورًا بمرحلة سحب سموم المخدر من الجسم، وصولاً إلى إعادة التأهيل النفسي السلوكي، وتدعيمًا بمرحلة المتابعة الخارجية لتفادي الانتكاسة، وكل ذلك من خلال منظومة طبية متخصصة وعلى مدار الساعة، وبسرية، وفي أجواء فندقية وترفيهية ورياضية، بأنظمة غذائية صحية للمريض.

برامج المتابعة الخارجية

من البرامج التي تقع تحت غطاء الرعاية اللاحقة، برامج المتابعة الخارجية، التي تحرص من خلال مستشفيات علاج ادمان المخدرات على تقديم بروتوكول إرشادي ونفسي للمدمن المتعافي وأسرته لعدم الوقوع في الانتكاسة وتعاطي المواد المخدرة مرة أخرى تحت أي ضغوط أو سلوك إدماني مرفوض، وإعادة دمج المتعافي في أنشطة المجتمع بفاعلية واستقرار نفسي وسلوكي.

برامج علاج إدمان الإناث

مع تزايد نسب إدمان الفتيات والسيدات في المجتمعات العربية، بحسب إحصائيات رسمية، فإن الاحتياج إلى برامج علاج إدمان الإناث بات ضروريًا، خاصة مع تعامل الأسر العربية مع مع تعاطي الفتيات للمخدرات على أنه وصمة عار، وانحراف أخلاقي، في الوقت الذي يُنادي فيه خبراء الطب النفسي وعلاج الإدمان بحتمية علاج إدمان المدمنات داخل مستشفيات علاج ادمان، خاصة التي تمتلك مركز علاج ادمان للإناث منفصل، ولديه أطقم طبية نسائية، وكذلك على مستوى التمريض، ويكون في سرية تامة، من باب أن إدمان الفتيات للمخدرات أو الكحوليات هو انحراف سلوكي يحتاج إلى علاج نفسي.

برنامج التشخيص المزدوج

الاعتمادية ليست وحدها هي الخطر الذي يُداهم مريض الإدمان، فهو ينتقل من مرحلة الفضول إلى التجربة ثم التعاطي مرورًا بالاعتمادية ثم الإدمان، ولكن ماذا عن إساءة استخدام العقاقير الطبية أو الكحول، فقد يُصاب معها المدمن باضطرابات نفسية أو عقلية، منها ما هو متوسط ومنها ما هو دائم، لذا كان لبرنامج التشخيص المزدوج أهمية بالغة، ومن هذه الاضطرابات، التي تتسم بالهلاوس والضلالات، الفصام، الذهان، اضطراب ثنائي القطب، أو الإصابة بالوسواس القهري، أو اضطرابات أخرى مصاحبة للإدمان، فالتشخيص المزدوج هو وجود مرضين معًا (علاج الإدمان، وعلاج الاضطراب المُصاحب للإدمان).

علاج الإدمان في المنزل

من الأمور الشائعة مؤخرًا مع اجتياح التحليل العشوائي للمخدرات حياة المتعاطين والمدمنين للمواد المخدرة، وتخوفهم من نتائج التحاليل والكشف عن هويتهم الإدمانية، ذهب العديد من المدمنين إلى ظاهرة علاج الإدمان في المنزل دون الإشراف الطبي، من وحي شرب المياه والسوائل بكثرة، وتجربة الأعشاب، وشرب الخل والبقدونس، وتناول الملح، وبعض الأغذية والأدوية بـ(المزاج)، وعند ظهور الأعراض الانسحابية للمخدر، بعد تعاطي آخر جرعة، يمُر المريض بنوبات من الاضطرابات الجسدية والنفسية، التي تُنغِص عليه حياته، ومنها، القيء، الغثيان، الإسهال أو الإمساك، سيلان الانف، الحكة، ضيق في التنفس، ارتفاع في ضغط الدم، خفقان القلب، أو تورم الساقين، عند علاج ادمان ليريكا، أو تشوش الرؤية والقلق والتشنجات مثل علاج ادمان الكبتاجون، الذي قد يصل بالمدمن إلى الجنون، كذلك الأرق، الاكتئاب، والهلاوس، والميول الانتحارية، فعند سحب سموم المخدر من الجسم حتمًا سيتعرض المريض إلى العديد من هذه الأعراض باختلاف نوع المخدر، لذا ينصح الاستشاريين بخوض تجربة علاج الإدمان داخل إحدى مستشفيات علاج ادمان المخدرات، لضمان تخطي مرحلة الأعراض الانسحابية بنجاح، وإن كانت توفر بعض المستشفيات كورس علاج الإدمان في المنزل تحت الإشراف الطبي المباشر.