كان المصريون القدماء من أوائل الشعوب التي اهتمت بصناعة الفخار منذ عصور ما قبل التاريخ، وبداية وجود المصريين في الدلتا ووادي النيل، ووصلوا فيه إلى درجة من الدقة والكمال، وقد كان الدافع إلى صناعة الفخار، بطبيعة الحال هو حاجتهم الماسة إلى أوان يطهون فيها مأكولاتهم، ويحفظون فيها سوائلهم على اختلاف أنواعها ويخزنون فيها الحبوب لصيانتها من التلف.
لم تقف استعمالات الفخار عند هذا الحد بل استخدمت في صناعة التوابيت، لحفظ جثث الموتى وفي صناعة أدوات الزينة وبالرغمونن أن أشكال الفخار تختلف حالياً عما كانت عليه منذ القدم فإن طريقة العمل مازالت كما هي في كثير من النواحي.
شارك صانع الفخار في المناسبات الاجتماعية والدينية فشكل أشكالاً خاصة لكل المناسبات وفق كل مناسبة فهذا إبريق المولود وهذه مبخرته تمر عليها الأم في الأسبوع وهذا حصان وهذا ديك وتلك عروس تحمل الفاكهة كل ذلك للبيع في الموالد.
وليس أدل على مكانة الفخراني في المعتقد المصري القديم من أن المصريين القدماء عدوه الأول الإله خنوم إله الخلقةالذي يجلس على عجلة الفخار ليشكل الإنسان.
تعامل الفخراني في مصر القديمة في حدود تشكيل الأواني بحرص وسرية، لذلم ظلت أسرار المهنة داخل أسرة الفخراني يتوارثها أبناؤه، ونادراً ما يتعلن المهنة أحد من خارج الأسرة فالأسرار لهذه المهنة غالباً ما تورث.
ظهر الفخراني، في النقوش المصرية القديمة يرتدي النصفية “اللوتسيو المقلوبة” التي كانت تميز الدولة الحديثة.
