الأزهر من التأسيس وحتى دخول الحملة الفرنسية

يعد الجامع الأزهر أول جامع ينشأ بمدينة القاهرة الفاطمية بناه القائد الفاطمي جوهر الصقلي، بدأن أعمال البناء فيه عام 970م، وأفتتح للصلاة بعد عامين، من إنشائه.

عرف هذا الجامع الأزهر حتى العقد الأول من القرن الخامس الهجري، بجامع القاهرة، ولم يتبدل اسمه إلا قرب نهاية عهد الخليفة الحاكم بأمر الله.

كانت بداية التدريس في الجامع الأزهر عام 975م، بعد ثلاثة سنوات من وصول المعز لدين الله إلى مصر ففي صفر من هذا العام جلس القاضي علي بن النعمان في الجامع وأملى مختصى أبيه في الفقه المعروف بالاقتصار في جمع حافل من العلماء والكبراء وأثبت أسماء الحاضرين فكانت هذه أول حلقة للدرس بالجامع الأزهر.

قام الجامع الأزهر أو جامع القاهرة بدور مهم طوال العصر الفاطمي فيما يخص الدعوة الفاطمية الإسماعيلية في العالم الإسلامي وكان الإمام الفاطمي يلقي فيه خطبة الجمعة الثانية في كل شهر، كما كانت تعقد فيه مجالس الدعوة الإسلامية التي يتولاها داعي الدعاة الفاطمي.

بعد أن تقلد صدر الدين الشافعي وظيفة قاضي القضاة فعمل بمقتضى مذهبه وأفتى بامتناع إقامة خطبتين للجمعة في بلد واحد، فأبطل الخطبة في الجامع الأزهر باعتباره رمزاً للدعوة الإسماعيلية وظلت الخطبة معطلة في الأزهر مائة عام إلى أن أعادها السلطان الظاهر بيبرس.

ووقعت العناية بالجامع الأزهر طوال العصر المملوكي فتم ترميمه وصيانته في أعقاب الزلزال الذي ضرب مصر والقاهرة عام 1302م.

تتابعت عمارة الجامع الأزهر في عصر قيتباي فكان آخر ما قام به ما عمله الخواجا مصطفى بن الخواجا رستم، الذي أضاف مقصورة خشبية علة وجه الأروقة الثلاثة التي تفتح على الصحن.

أضاف السلطان قانصوه الغوري، إلى الجامع الأزهر منارة مميزة ذات رأس مزدوج امتازت كذلك بتلبيس القاشاني ببدن دورتها الثانية وهي آخر ما أضيف إلى الجامع في العصر المملوكي، ولم يكن للجامع الأزهر دور تعليمي مهم في العصر المملوكي لأن هذا الدور كانت تقوم به المدارس التي بدأت مع الأيوبيين وأزدهرت مع المماليك وكانت تدرس الفقه على المذاهب الأربعة وعلوم الحديث والقرآن.

كان التحول الكبير في دور الجامع الأزهر مع وصول الحملة الفرنسية لمصر عام 1798م، وانهزام قوات الأمير مراد المملوكي وانسحاب القوات المدافعة الأخرى، ساند الأزهر الثورة الوطنية والكفاح ضد الاستعمار وساهم في وصول محمد علي للسلطة.