من هو حارس الفلسفة والتصوف في الرواية وكيف أثر على الأدب العربي ؟

من هو حارس الفلسفة والتصوف في الرواية وكيف أثر على الأدب العربي ؟
الكاتب الروائي جمال الغيطاني
https://www.sba7egypt.com/?p=182968
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

ظل الكاتب الروائي جمال الغيطاني مؤرقاً بسبب سؤال كبير عن معنى الزمن ومحاولة فهم الماضي والحاضر بين هموم وأسئلة أخرى كثيرة يشتبك فيها التراث والماضي والحاضر بالراهن، مستخدماً كل وسائل الفهم المعرفي قراءة وبحثاً وتأملاً ميدانياً لمواقع التراث والعمارة وقد أنجز منتوج أسئلته تلك في عدد كبير من المتب التي تراوحت بين الرواية والتحقيق وكتب الرحلة والحوارات، بدون يتعارض ذلك مع اعتباره أن الرواية كانت على رءس منجزه الإبداعي أولاها الأولوية الأولى مقدماً من خلالها محولاته اللافتة لإنجاز شكل عربي لها عبر بناء أشكال أدبية تتسق مضامينها مع معمار يناسبها.

 

اهتم جمال الغيطاني، بقضية الهوية والوطنية وبحث سبل التواصل مع المكون الثقافي وأعلن أن الوجدان الثقافي هو الذي يوحد بين العرب وأن قوة هذه الثقافة تتحقق ما بقيت قادرة على التفاعل والانفتاح باعتبار أن هذه السمات التي مكنتها من فرض قوتها الحضارية في عصور الازدهار بينما كان الانغلاق والخوف وعدم التفاعل والامتفاء على الذات خطراً يهددها في كل مراحل الضعف.

قدم جمال الغيطاني، للمكتبة العربية عدداً من الروايات التي عُدت علامات في تاريخ الرواية المعاصرة شكلاً ومضموناً بينها: “حكاية شاب عاش ألف عام” و”رسالة البصائر في المصائر” و”رسالة في الصبابة والوجد” و”الزيني بركات” و”التجليات” وغيرها من النصوص التي قدم في كل منها شكلاً تجريبياً للبناء الروائي واللغة والمضمون.

وقد أعتبر رواد الأدب العربي المعاصر ونخبة المثقفين أن رحيل جمال الغيطاني، خسارة كبيرة للأدب العربي وللثقافة العربية، ورحيله يساوي رحيل مساحة من الجمال والإبداع وبغيابه تغيب عوالم كثيرة كان ينبغي أن تُضاف إلى هذا الكون الإنساني المحدود.