Categories: اخبار مصر

كيف جسدت السينما الأمريكية الصورة النمطية للعرب ؟

إذا كانت صورة العرب في السينما الأمريكية لم يتم تخيلها في إطار من الخير فإنها أصبحت أكثر ميلاً إلى التفرد والدقة في السنوات الأخيرة وأقل عرضة للبتر، وأقل انحيازاً، وفي الحادي عشر من سبتمبر من كل عام يعاد النظر من جديد في صورة العرب داخل شاشات السينما الأمريكية بالتحديد.

 

لقد تطورت الصورة النمطية للعرب في السينما الأمريكية وبشكل خاص تبعاً للسياقات التاريخية ففي سنوات العشرينات شهدنا ظهور صورة للإنسان العربي مرتبطة بالشيخ في فيلم أكثر شهرة في ذلك الوقت بعنوان “الشيخ” عام1921م، لعب فيه الممثل ردولف فالنتينو دور رجل “عربي” يخطف نساء غربيات وهذا ما يتناقض مع قيم العصر عند العرب.
فرد عربي من المستعمرات الأوروبية يتميز بالشهوة والفجور والعنف غير قادر على مغازلة النساء الغربيات فيعمد إلى اختطافهن.

عرضت السينما الأمريكية فيلماً أخر كلاسيكياً من النوع نفسه بعنوان “جيست العاشق” عام 1926م، تناول وجود الجحافل الأجنبية فوق الأراضي العربية، يتم تمثيل السكان المحليين دوماً في أثواب طويلة ومهزومين على الدوام رغم تفوقهم في العدد.

نشعر في هذا الفيلم بتبرير ضمني لمصداقية وشرعية المشروع الاستعماري الغربي في حين أن العرب يكافحون ويناضلون ضد الغزو الأجنبي، وهناك تمثيل أخر يدور حول الاستفهام والخيال والسحر لا يبدو فيه العالم العربي سوى مستودع للاستيهامات الغربية.

يتم تمثيل المنطقة العربية في الأفلام الأمريكية باعتبارها مكاناً للوحوش والأفاعي والنساء والحريم في أفلام مثل “لص من بغداد” الذي انتج عام 1924م وكذلك “عجائب علاء الدين” 1961م، وهناك نوعاً أخر من الأفلام الغرائبية يظهر فيه العالم العربي باعتباره فضاء يقدم إطاراً للمؤتمرات والأحداث الغربية من دون أن يكون حقاً فاعلاً في ذلك، والفيلم الأكثر شهرة في هذا الصنف هو بكل تأكيد الفيلم المرسوم ب”الدار البيضاء” عام 1942م.

شكلت أحداث الشرق الأوسط أي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والأعمال المذهلة لمنظمة التحرير الفلسطينية خلفية أساسية لسلسة جديدة من الأحكام المسبقة والصور النمطية في هذا السياق.

تعرض السينما الأمريكية الإسرائيلي باعتباره بطلاً والإنسان العربي باعتباره رجلاً شريراً والفيلم الأكثر تمثيلاً في هذا الصدد هو فيلم “النزوح” عام 1960م، الذي لعب فيه الممثل بول نيومان دور القائد الصهيوني الذي هرب اللاجئين إلى فلسطين.

شملت السنوات الأخيرة بعض الأفلام ذات نكهة إيجابية هذه هي الحال في فيلم “المحارب رقم 13” الذي انتج عام 1990م، الذي يعرض قصة شخص يدعى ابن فضلان وهو دبلوماسي عربي في العصور الوسطى يسافر إلى منطقة الفولجا في أوروبا، ويتم تصويره في هذا الفيلم باعتباره رجلاً مثقفاً وخيراً يرفض شرب الكحول ويصلي قبل المشاركة في المعارك.
وجاء فيلم “الملوك الثلاثة” عام 1999م، وهو عبارة عن فيلم تخيلي تدور أحداثه حول جنود أمريكيين في العراق بعد حرب الخليج عام 1991م، يتم تصوير بعض العرب في هذا الفيلم في صورة نمطية موغلة في الشر لكن يقدم الفيلم بعض العراقيين الأخير والإنسانيين المترعة قلوبهم بالرأفة.

شيماء اليوسف

Recent Posts

سحب عينات ما قبل البيع للدواجن بدمياط للتأكد من خلوها من الأمراض الفيروسية والبكتيرية

اكد الدكتور ايهاب شكري مدير الطب البيطري بدمياط، اليوم على شن حملات مكبرة باشراف رئيس…

11 دقيقة ago

مراكز الشباب تعقد ندوات ثقافية للإحتفال بعيد دمياط القومي

عقدت بعض مراكز الشباب في دمياط، ندوات ثقافية عن الإحتفال بعيد دمياط القومي، وعلى راسها…

ساعة واحدة ago