تعد ثقافة “الفصال” في عالم البيع والشراء إحدى الثقافات المعروفة عالمياً باعتبارها سلطان الأسواق وأمير النفاوضات والحاضر دائماً في كل اتفاق ويمثل الفصال، أحد أشكال التكتيك الاستراتيجي الذي يحتاج بدوره إلى إلى صبر وطول بال، كما يستعدي الفصال وجود مجال يجمع بين المبارزة الكلامية التي تصل صاحبها لهدفه وكذلك يحتاج لمكر شرائي ودهاء تسويقي ومساومة فيها كثير من التنظيم والتضييق، وكثيراً ما يقع الفصال بين منطقة الشد والجذب وأحياناً الممل المصحوب بالإرهاق وتعباً للقلب، وربما يصل الفصال لحد المشكلات التب تمتد للاستباك بالأيدي والأسلحة، ويقدم “صباح مصر” تقريراً هو ثقافة الفصال التجارية بمصر في هذا التقرير التالي.
الفصال ثقافة اجتماعية
لا يرتبط الفصال بفئة أو طبقة أو شعب معين بل هو هواية وطاقة تسير في كل أشياء الحياة داخل المجتمع المصري، فلا يمكن للفرد أن ينجز أي عملية بيع أو مفاوضات سياسية أو حتى ميعاد بين صديقين إلا وكان الفصال حاضراً، فالجميع يفاصل ويساوم من أجل الحصول على الشعور بالرضا أو الانتصار.
سر ارتباط الفصال بالنساء
تتصل عملية الفصال في أغلب الأحيان بالنساء أكثر من اتصالها بالرجل لأن ميزانيو البيت تكون بحوزة النساء وبالتالي فإن المرأة مجبرة على الفصال سواء في متطلبات البيت من خضروات وبقالة وخلافه أو حتى ثمن الدرس الخصوصي، فالشعور بأنها فازت أو كسبت بعض القروش القليلة قد يجعلها تنام راضية، أو ربما بسبب كونها مقيدة بميزانية محددة فتحاول قدر الإمكان شراء أكبر عدد من المستلزمات بأقل سعر ممكن.
تعتبر ثقافة الفصال عادة أنثوية متأصلة فجميع النساء يعشقن الفصال سواء الفقيرة أو الثرية لذا يستريح كثير من الباعة عند وجود رجل بصحبة زوجته أو ابنته لأنه يشعر ببعض الاحراج من كثرة فصالها ويغادر بعيداً لتجنب الإحراج الذي يسببه الفصال.
شعارات ضد الفصال
يرفع الباعة بعض الشعارات التي تمنع الفصال لرفضه لأن الكثير منهم يسعر بالإرهاق بسبب الفصال المستمر والجدال اللفظي مع النساء في الءسعار ويستخدم البائع شعاراته كسلاح لمواجهة المشتري وفصاله، ومن بين هذه اللافتات “ممنوع الفصال” أو “البضاعة المباعة لا ترد” أو “بين المشتري والبائع يفتح الله” كما أن هناك العديد من الشعارات أخذت شكلاً ساخراً مثل “الرجاء ممارسة هواية الفصال خارج المحل”
لا تلتصق ثقافة الفصال بشعب معين بيد أنها التصقت بالشعب المصري في الآونة الأخيرة وربما يرجع سبب ذلك إلى عدم الٱطمئنان وللفقر والغلاء الذي سيطر على كل شيء.
شواهد الفصال التاريخية وعلاقتها باليهود
ويعتبر “اليهود” هم أكثر الشعوب التي أجادت تطبيق سياسة الفصال، حتى أن التراث الثقافي شاهد على كثير من الحكايات التي ترتبط بهم ومنها مجادلتهم وفصالهم مع النبي موسى عليه السلام، حتى يؤمنوا حتى كانت مجادلتهم عبارة عن فصال مستمر، وهذه السمة امتدت إلى مباحثات السلام بعد حرب أكتوبر 1973م، وفصالهم المرير للخروج من سيناء بأي مكاسب كاد يُفشل كثيراً من المباحثات إلا أن الأمر قد تغير في القضية الفلسطينية حيث أصبح الفصال عبارة عن “تسول عربي”.
