قال شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر خلال استقباله سفير الهند لدى القاهرة اليوم الأحد إنه على الرغم من أن الحضارة الشرقية والغربية لا يتشابهان في الأصول والقيم وبينهما الكثير من الاختلافات، إلا أن هذا الاختلاف لا يمنع تقاربهما وانفتاحهما للحوار والعيش معا، ولكن لابد من وضع شرط أن يكون هذا الانفتاح في إطار احترام الثقافة والقيم الشرقية، وتفهم طبيعة الاختلاف الذي سنه الله لتسيير أعمال هذا الكون.
وفي مستهل اللقاء إكد شيخ الأزهر خلال استقباله سفير الهند لدى القاهرة السيد أچبت چوبتيه، أن ما يشهده العالم الآن من غزو ثقافي غربي لمجتمعاتنا الشرقية والذي هبّ علي شعبنا كالغيوم السوداء الداكنة بدعاوى الحقوق والحريات؛ تستهدف تقنين الشذوذ والتحول الجنسي وغير ذلك من الأفكار الغير مقبولة دينيا ولا شرقيا ولا دينيا.
غزو ثقافى تعدى على حق دول الشرق
وأشار الطيب أن كل هذه الحريات تمثل سطو على حق الإنسانية والحياة في استمرارهما كما أرادهما الله، بل وتعتبر ازدواجية في تفسير حقوق الإنسان، وتعديا على حق دول الشرق في اتباع الدين واعتباره مرجعا أصيلا لرفض هذا الطوفان من الأفكار المنحرفة.
كما أكد الطيب خلال اللقاء أن الشعبين المصري والهندي تربطهما علاقات قوية منذ الآف السنين؛ مشيراً أن هذه العلاقة نتج عنها تبادل اجتماعى وعلمي وثقافي وأدبي، وأن الأزهر الشريف يسعد بإستضافة طلاب الهند داخل أروقة معاهده وجامعته.
تفوق الطلاب الهنديين
وتابع الطيب أن الطالب الهندي من أكثر الطلاب تميزا في الدراسة في جامعة الأزهر، وقد شاهد ذلك التفوق بنفسه خلال عمله بجامعة الأزهر أستاذا ورئيسا، ومدى اعتنائهم بالتراث وتحصيل العلوم الشرعية والعربية.
من جهته أعرب السفير الهندي خلال اللقاء عن سعادته البالغة بلقاء فضيلة الإمام الأكبر، مؤكداً متابعته المستمرة لما يقوم به الأزهر من جهود مكثفة لمكافحة التطرف والتشدد ونشر صحيح الدين الإسلامي، موجها الشكر لفضيلة الإمام على استضافة طلاب الهند بجامعة الأزهر، والتى وصل عددهم إلى 332 طالبا داخل مختلف الكليات والتخصصات بالأزهر، وأنه سيبذل قصارى جهده لتعزيز العلاقات العلمية والثقافية بين الهند والأزهر في المستقبل.
