الناقد ناصر العزبي عن العرض الفني “سكة صفر” : “كريم خليل” يمتلك موهبة صناعة البهجة … صور

الناقد ناصر العزبي عن العرض الفني “سكة صفر” : “كريم خليل” يمتلك موهبة صناعة البهجة … صور
https://www.sba7egypt.com/?p=62303
ابراهيم المتبولى
موقع صباح مصر
ابراهيم المتبولى

قال الناقد ناصر العزبي في مقال صحفي ، اليوم ، عن العرض الفني “سكة صفر” والذي تم تنفيذه مساء اول امس الخميس 9 أغسطي الجاري على مسرح قصر ثقافة دمياط، ان الفنان : كريم خليل يمتلك موهبة صناعة البهجة،و رسم الابتسامة، أو صناعة البهجة، من الصناعات الصعبة.

وتابع : فما بالنا في ظل ظرف عبء المسئوليات والانشغالات الحياتية صعبة أو الغير الطبيعية، فإن المهمة تزداد صعوبة إذ لا يلزمها جذب المشاهدين فقط، بل انتزاعهم من معمعة الهموم والانشغالات.

مؤكدا انه نجح في ذلك، فهو واحد من قليلين امتلكوا فن صناعة البهجة، لم ينتزع الجمهور فقط لمشاهدته، بل بات له جمهور يتتبعه أينما قدم عروضه.. ليس ليشاهدوها فقط، بل يعايشونها.

وقال : نرجع بالذاكرة قليلا، إلى أغسطس سنة 1996م، كنت وقتها أقوم بإخراج مسرحية بعنوان “لعبة الحب” فإذ بمديرة قصر ثقافة الطفل وقتها تقدم لي أحد المترددين على مركز الطفل، طالب ثانوي، وتطلب ضمه لعضوية فريق المسرحية، وأوصت عليه قائلة “كريم خليل فنان موهوب”، وبعد البروفات الأولية أسندت إليه دور الدبدوب،وبالفعل كان الظهور الأول له على مسرح 6 أكتوبر حيث لفت نظر الجمهور إليه كممثل عنده حضور، وليتفاعل معه خلال ليالي العرض الـ 15 حيث كان ينزل في مشهده لصالة الجمهور يتحرك بينهم.

وتابع “أظن أن تلك كانت الشرارة الأولى لكريم خليل والتي بعدها ندهته النداهة ولم يستطع منذ لحظتها الانفلات من الاستجابة لها،بعدها شارك في نشاط فرق نوادي المسرح ليبدأ الانطلاق، وقد تفاعل سريعاً مع الجميع ليصبح قاسماً مشتركاً مع جميع فرق النوادي، ومساعداً لكثير من المخرجين ،و في الدراما الحركية، نقطة تانية ومن أول السطر” .

كان قد نجح في تكوين مجموعة من الأطفال قدم بهم على استحياء بعض استعراض في أنشطة وأماكن مختلفة، وتقدم للثقافة مستفسراً إمكانية اعتماد فرقة للدراما الحركية، وأتاحت له فرصة عمل البروفات والتدريب لمجموعته، وبدأ في ممارسة نشاط الفرقة، بعدها طلبنا من أ. فاطمة فرحات مدير الإدارة العامة لثقافة الطفل وقتها، اعتماد فرقة استعراضية، ولم تتردد، وجاءت مع أفراد اللجنة في مايو 2010 تقريباً، وبالفعل تم اعتماد الفرقة تحت اسم فرقة قصر ثقافة الطفل بدمياط للاستعراض والدراما التعبيرية، ولتبدأ الفرقة انطلاقها ،ولكن يبدو أن الحلم كان أكبر لدى كريم خليل ، على حسب تصريحاتة .

وتبدأ الانطلاقة الحقيقية لكريم خليل مع حلمه وفكره من خلال الفرقة، أدواته أطفال لم يتم تشكيلهم بعد، وهم رهان لا يمكن وأن يخيب أبداً، فهم يمتلكون الحضور والقبول والحيوية والحلم والأمل، بكل تلك المقومات وحلمه الذي يسعى لتحقيقه استمرت الرحلة، عام بعد عام، تتبدل الأعضاء ولكن لا ينصرفوا عنه، وفي ذات الوقت لا تتوقف عضوية الفرقة عن النمو، فجميعهم يحب اللعبة التي صارت جزء منهم، .. وفي يوم 10/ 8 من هذا العام يتعجل كريم خليل ليؤكد على مشوار طويل له في الرحلة، وليخرج علينا بشنطة سفر.

مشيرا الى ان الاسم يعني الكثير، فشنطة السفر شأن خاص جداً، وفيها يضع الإنسان احتياجات شديدة الخصوصية، ومستلزمات يحتفظ بها ويتنقل بها، وما يتنقل به الإنسان ليس ملابس وأورق خاصة فقط، وإنما يتحرك بشنطة أخرى نطلق عليها صندوق الذاكرة، أو كما أطلقت عليه أستاذة الجيل الناقدة الراحلة د. نهاد صليحة “دولاب الذكريات وأدراجه”، فنحن مع مرور الزمن يكون لدينا رصيد كبير من الذكريات، ومع تسرسب السنين يشتد الحنين للماضي، فنعود بالذاكرة للطفولة للأماكن، للحارات، للبيوت، للغرف، نفتح الدواليب، نفتش في الأدراج.

بينما تابع قائلا : تضغط المتغيرات المتلاحقة على كريم خليل الشاب ،ليتجاوز سِنه، فالمتغيرات المتلاحقة تسرع من تغيير ملامح المجتمع، لذا ؛ فقد تعجل، أو تعجل به الحنين للماضي ليخرج لنا بالعرض الاستعراضي “شنطة سفر” الذي يشتمل مجموعة من استعراضات، أو مشاهد دراما تعبيرية يربط بينها بخيط درامي؛ أحياناً يلجأ فيه للتعبير، وأحيان أخرى ـ محدودة ـ يلجأ للكلمة، ويكاد العرض يوحي التماس مع التجربة الذاتية لكريم خليل، حيث أن قيامه بالأداء للشخصية المحورية للعرض واتقانه أو معايشته التامة لها ساعد على وجود هذا التماس.
افتتح العرض بحوار ايقاعي سريعي لحامل الحقيبة، يشتبك في آخره مع أفراد أسرته داخل اطار البرواز بالحجرة، الذين يخرجون منه، فيبدو كساخط على الأوضاع، أو غير راض عن نتائج الرحلة وكأنه ابن ضال، وتبدأ رحلة الذكريات، التي تكشف عن معدنه الأصيل، ويمس العرض بداخلنا أشياء كثيرة، فيصيبنا الشجن، .. ومع نهاية الرحلة، يعود إلى نفسه، إذ يجد ضالته في تمسكه بالتقاليد وعادات مجتمعه، والتمسك بالوطن”.

وتابع “أما العرض ذاته، فنجاحه لم يتوقف على فكر مخرجه فقط، وإنما قدرته في استغلال ما يمتلكونه أبطاله، طلتهم، وصدق احساسهم، وجديتهم وإيمانهم بما يقدمونه على المسرح، وليس بصعب على أحد اكتشاف هذا إذا ما تأمل وجوه هؤلاء الأطفال وحماسهم، الحيوية والقبول والحب والإخلاص، بل والمشاركة بالجهود الذاتية في صناعة اكسسواراتهم وملابسهم، وتابع ايضا الجميع يعمل لإثبات الذات وتحقيق النجاح، ومن أجل أن يكون المنتج النهائي للفرقة وعروضها أجمل وأفضل ، وقدم التحية الى الفنان القدير مؤكدا على استمرارة في التحليق بلا حدود من أجل تحقيق الحلم وتوصيل الرسالة، والتقدير الكبير لأولياء أمور هؤلاء الفنانين الصغار والذي نجح كريم خليل في اكتساب ثقتهم في تنميته لقدرات أبناءهم، ومع وصولنا لأخر سطر في ذلك المقال، لا يمكن وأن نتجاهل ذلك الدور الذي لولاه ما اكتملت تجربة “خليل” ألا وهي رفيقته في الرحلة وتحقيق الحلم “أسماء الخضري” شريكة هذا النجاح.

اقرأ ايضا

تعرف الآن على مجموعة الكليات الحكومية المتاحة امام طلاب الدبلومات 2018