كيف جسدت ربيعة جلطي رؤيتها حول المرأة في رواية حنين بالنعناع؟

كيف جسدت ربيعة جلطي رؤيتها حول المرأة في رواية حنين بالنعناع؟
ربيعة جلطي
https://www.sba7egypt.com/?p=194087
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

يصعب التهكن بما كانت تطمح إليه المبدعة الجزائرية ربيعة جلطي، في روايتها “حنين بالنعناع” بشأن طبيعة الرسالة التي توجهها للقارئ لكن لا شك في أن ما أسفر عنه عملها الأدبي هو ملحمة كونية تتلمس الحب والخير والجمال في زمن موجع لضمير البشرية جميعاً يتهدد فيه فيه الخطر كل حياة على سطح الأرض من فرط الاستخدام الجائر لموارد هذا الكون من ناحية والاعتداءات المتكررة بين البشر من ناحية ثانية ثم ظهور خطر الإرهاب باسم الإسلام من ناحية ثالثة، ومن وسط هذا الخوف الموجع على البشرية جمعاء وعلى الأوطان العربية خصوصاً تكتب ربيعة كل ذلك متحدية كل ذلك بنكهة الشاي بالنعناع، لاسيما عندما يكون في فم الحبيب.

 

تعد رواية حنين بالنعناع، من تلك الروايات التي لا يمكن اعتبارها نصاً مفتوحاً يقدم ذاته بذاته دون إعمال لجهد القارئ ولا تعد أيضاً نصاً مغلقاً يحتاج إلى إعادة فتح أبوابه وترتيب أفكاره لدرجة تصل إلى حد الإلغاز والإبهام وإنما هي نص متراكب يبني ذاته على ذاته بشكل يتخذ مساراً زمنياً وتأويلياً خاصاً يتخذ فيه العنصران الأساسيان الراوي والمروي.

استخدمت ربيعة جلطي، أسلوب التشويق لجذب القارئ عبر تفاصيل كثيرة تتميز بالدقة والالتقاط وعذوبة الوصف والتصوير فيجد نفسه في مواجهة ومقارنة مستمرة بين الجمال والقبح.

قدمت ربيعة جلطي، رؤية حول المرأة خاصة إذا كانت جميلة وكل امرأة جميلة بصورة ما، وإذا ربطنا طوال الوقت الاستمتاع بالآداب والفنون مع الشخصيات التي تستحضرها الرواية في الجزء الأخير منها، من ملحنين وغلماء وفلاسفة فإننا إزاء رؤية جمالية للكون رؤية تحاول أن تفتح عين القارئ وأذنه على اقدير الجمال، حتى أن المؤلفة حاولت أن تمسك بتلابيب بصر وسمع القارئ فكان الفاصل الذي تستعمله طوال الوقت بين الفصول وبعضها رموزاً لمفاتيح موسيقية وكأن هناك موسيقى تعزف في خلفية القارئ وهو نا يجعل القراءة عملية تستغرق كامل الوجدان وليس عملية تقوم على تحريك الأعين فقط.