شاعر المرأة بين المدح والذم هل حرض النساء على الفجور؟

باتت الكتابة عن نزار قباني موضوعاً شائكاً، ذلك لأن عُشاق نزار يطلقون سهامهم فوراً على من يتجرأ على ذكى بعض السلبيات في شعره.

ابتكر نزار قباني، لغة جديدة لموضوعات الغزل شكلاً ومضموناً وشكل ديوانه الأول “قالت لي السمراء” ظاهرة شعرية لافتة، بل مثيرة خلبت ألباب الشبان وقتها من الجنسين.. تلك مزايا لا تنكر، أبدعها نزار كحركة شعرية حديثة جداً، كما قال منير العجلاني، في شأنها في المقدمة التي تصدرت مجموعة نزار الأولى، ثم تخلى عنها نزار حين أصبح مشهوراً أكثر من رجل السياسة والأدب والنائب في البرلمان منير العجلاني الواسع الثقافة إلى حد كبير.

ظل نزار قباني، يكرر موضوعاته النسائية بعد أن أضاف إنتاجه من الوطني إليها من دون أن يتطور إلى ابداعان أفضل من تلك الموجودة في دواوينه الأربعة أو الخمسة الأولى، أناقة في التعبير وجرأة في الطرح.

استخدم نزار قباني، مجازي مختلفة عن السائد ولكن من دون أن يتطور فكرياً نحو العمق الإنساني والمادي كما لدى “بودلير” الشاعر الفرنسي المشهور صاحب المجموعة الشعرية اليتيمة والرائعة “أزهار الشر” على سبيل المثال التي لا حصر لها.

استطاع نزار قباني، أن يكسب شهرته مقارنة بالشعراء المنافسين له أمثال أمين نخلة والياس أبي شبكة، ويقول نقاد الأدب أن شهرة نزار اكتسبها بسبب خوضه في الموضوعات ذات الطابع الجنسي المثير أو الفاضح لافتين إلى ديوانه الأول بشكل خاص وفي أكثر من قصيدة فيه وعلى الأخص القصيدة التي تحمل عنوان “نهداك” التي عدل فيها وحذف بعض أبياتها عند نشر أعماله الكاملة.

يلوم النقاد أبيات نزار قباني، ويعتبرونها تحريض الأنثى الشابة غير عابئة إلا بحقها الفردي في التمتع دونما وازع، رافضين وصفه كشاعر المرأة أو شاعر تحرر المرأة، بالرغم من كونه مجدداً وموهوباً ولكنهم يعتبرون أن الموهبة وحدها ليست كفارة لأحد حين يستولي عليه الطيش أو الغرور.