رحلة استكشاف التراث في مسرحيات عز الدين المدني

رحلة استكشاف التراث في مسرحيات عز الدين المدني
الكاتب الطليعي التونسي عز الدين المدني
https://www.sba7egypt.com/?p=190195
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

اشتهر الكاتب الطليعي التونسي عز الدين المدني، ككاتب مسرحي بما قدم من أعمال فريدة في موضوعاتها كما في بنائها الفني، فإن كتاباته النقدية والتنظيرية تبدو لمن يقرأه متكاملاً وكأنها تعزيز لاتجاهاته، هذا بما تفتح أمام القارئ من رؤية واسعة لما ينبغي أن يكون عليه المسرح في نهايات القرن العشرين وبدايات الألفية الثالثة فإليه يُنسب الاهتمام ب”هوية المسرح” تأسيساً وتجريبياً وتأصيلاً فهو من الداعين إلى كتابة مسرحية حديثة وقد وضع الأسس الأولى ل”نظرية مسرحية عربية جديدة” تعتمد على تفعيل التراث بطريقة إبداعية هادفة قوامها التجديد وتحقيق الحداثة الفعلية.

 

كان للكاتب عز الدين المدني، دور ثقافي بارز في مجالات متعددة من الحياة الثقافية في تونس، أبرزها إسناد ادارة “أيام قرطاج المسرحية” إليه في أكثر من دورة من دوراته وقيامه بمهمة الأمين العام لجائزة أبي القاسم الشابي وهي جائزة عربية تشمل فنون الإبداع كافة.

حصل عز الدين المدني، على الصنف الأول من وسام الاستحقاق الثقافي في تونس، فإن ذلك سيتعزز ب”جائزة الدولة التونسية للآداب” وقد جمعت أعماله بين التراث والتاريخ والموضوعات الشعبية المستمدة من واقع الحياة التونسية إلى جانب عدد من المجاميع القصصية والكتب النقدية التي كانت طليعتها كتابة الرائد في مجاله “الأدب التجريبي”.

يرى عز الدين المدني، أن التراث جزء متأصل من العمل الأدبي، إذ يعتبره حي يرزق متمثلاً في المعالم الدينية كجامع الزيتونة وقصور مراكش والأكلات العربية والعادات المجتمعية في المواسم والأعياد وهندسة مياه الري، واللغة العربية بلهجاتها العديدة.
لقد وجد في التراث جنة الإبداعات العظيمة الزاخرة وكأنها فلقت التربة الزكية فبرزت من أعماق الأرض يانعة مهما تكبدت شواظ الشمس وعدوان الأعاصير وضراوة الدود الزاحف إلى عروقها .

وعندما يلوح الكاتب عز الدين المدني، عن التراث فهو يريد ربطه بالحاضر ويقول: ليست القضية هي إحياء الأموات بل الارتباط بالحي واستئنافه على طرق مستحدثة وبأساليب عصرية.