حكاية ديفيد لينش مؤسس السينما السريالية في العالم

حكاية ديفيد لينش مؤسس السينما السريالية في العالم
حكاية ديفيد لينش
https://www.sba7egypt.com/?p=188039
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

لا يلجأ المخرج الأمريكي ديفيد لينش، للمنطق العادي في أفلامه بل يستبدل به منطق الأحلام، وبتحديد أكثر منطق الكوابيس لكن ذلك لا يعني أن شخصيات لينش تعيش داخل كابوس ستفيق منه عاجلاً أو آجلاً فالحقيقة أنها لن تفيق أبداً والمُشاهد الذي يوافق على دخول مملكة لينش يكون منذ البداية قد وافق على أن يحكم العالم المنطق الكابوسي.

 

معمار أفلام لينش

يؤسس ديفيد لينش، معمار أفلامه السينمائية على المنطق الكابوسي ويستخدم الألعاب السيريالية لتحقيق ذلك، إن مملكة لينش، ليست مملكة من شهول وتلال وصحاري وجبال، بل هي أساساً وحصرياً مملكة “الداخل” مملكة النفس البشرية.

نشأة ديفيد لينش

ولد ديفيد لينش، في ولاية مونتانا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1946م، وبالإضافة إلى عرض لوحاته التشكيلية في أنحاء كثيرة من العالم وابتكاره نوعاً خاصاً من القهوة يحمل اسمه، وقيامه بحملات للتبرع لمصلحة نوع مين من الرياضات الصوفية البوذية وتأليفه مناهج دراسية في المدارس الإبتدائيو الأمريكية تحفز التأمل عند الأطفال.

نوادي الديسكو في فرنسا

صنع ديفيد لينش، مجموعة من الأفلام القصيرة التي تحفز الأطفال على التأمل وقدم جملة من أفلام الكرتون، والأفلام التسجيلية وأصدر ألبومات موسيقية عدة وقام بتصميم الديكورات الداخلية لبعض المطاعم ونوادي الديسكو في فرنسا وأمريكا وأخرج عدد من الإعلانات التجارية وأغاني الفيديو كليب.

لا يمكن تفسير عالم ديفيد لينش، وفقاً للسيكولوجية بل أن النظام الفلسفي الغربي بأكمله والقائم منذ أفلاطون على ثنائيو الذات، لا يبدو قادراً على تقديم قراءة مقنعة لما يقوم به لينش، في أفلامه.

استدعاء منطق الكوابيس

إن طريقة ديفيد لينش، في استدعاء منطق الكوابيس وتشويه الواقع للوصول إلى الحقائق الكبرى للعالم والوجود تلك الحقائق التي ربما تختفي تحت السطح المخادع للواقع اليومي.

حقيقة الوجود عند لينش

يعد ما يفعله ديفيد لينش، يشبه ما يقوم به المصور السريالي من استخدام منظورات مشوهة وتلاعب ببعدي الطول والعرض، الزمان والمكان في حالة لينش، من اجل التعبير عن البعد الثالث الذات الحقيقية عند لينش، المختفي عن نظر الإنسان المشغول بتفاهات الصراع اليومي، إن مراياه تعكس صورة العالم ولكنها ليست مرايا مستوية إنها مرايا محدبة ومقعرة لا تشوه من أجل التشويه بل من أجل الكشف كشف جوهر الإنسان وحقيقة الوجود.