أخبار الفن

بين جبران ومي زيارة قصة حب أغرب من الخيال

تعتبر رسائا جبران ومي زيادة وثيقة أصيلة للأدب والشعر بشكل عام وفن الرسائل بشكل خاص، فقد قدم هذا النسيج العاطفي العلائقي الإنساني الاجتماعي سمطاً من الأدب الجميل الراقي الذي كان يتجول بين القاهرة ونيويورك حاملاً المشاعر والأحاسيس والقصص والحكم وغير ذلك من صنوف المعارف والآداب.

 

استعرت العلاقة العاطفية برغم البعد الشاسع بين الكاتبة الفلسطينية اللبنانية مي زيادة والأديب اللبناني المقيم في نيويورك آنذاك، جبران خليل جبران وقد ترجمت هذه العلاقات بمجموعة الرسائل التي تبادلها الحبيبان على مدى عشرين عاماً تقريباً ولم تنقطع سنة واحدة وفي علم الذين يحسنون تفسير الأحلام كان أول مناه يراه جبران منذ الوهلة الأولى مقلقاً ومتعباً يحمل القادم المتاعب والصعاب.

يحكي جبران هذا الحلم قائلاً:” يا صديقتي مي، استيقظت على حلم غريل ورأيتك تقولين كلمات حلوة ولكن بلهجة موجعة الأمر الذي يزعجني في هذا الحلم، هو أني رأيت في جبهتك جرحاً صغيراً يقطر دماً وهذا نذير شؤم إن هذا يوحي بحصول شيء سيء في المستقبل”.

كانت مي منطلق التعارف، إذ خطت له أول رسالة بعد ذيوع صيته في أمريكا، تعرف فيها عن نفسها وتود التعرف إليه ومما خاطبته في هذه الرسالة سيرة حياتها وخواطر عن نتاجها النثري والشعري وأسلوبها في الكتابة كان ذلك في مارس 1912م، وقد بادل جبران الجميل بجميل فبعث لها برسالة جوابية شاكراً اهتمامها ومطرياً على حسن ذوقها وأردف مع الرسالة نسخة من كتابه الصادر آنذاك “الأجنحة المتكسرة”.

كانت مي زيادة آنذاك في السادسة عشرة وجبران في التاسعة عشرة هكذا بدأ قطار التعارف وبدأت الرسائل تتوالى بينهما والتي كانت نعمة على الأدب العربي وعلامة مضيئة في تاريخ الشعر المجهري حتى أم معظم الأدباء والمفكرين يبالغون في وصف علاقة جبران بمي ويعتبرونه فارس القلب والمخيلة وفتى أحلام لا يضارع.

كانت محصلة رسائل جبران خليل جبران موجات عاطفية كموج البحر صاخباً حيناً وهادئاً حيناً أخر إلا أنه ليس إلا زبد يتكسر على الصخور والمنعطفات كان يرسل ما يكتبه مستزمجاً رأيها وتلك خصيصة وتقدير منه إليها.

كان يتحدث لها عن نفسه وهو يرى أنهما التقيا إنما بين الكلمات كما فب مخاطبته لها: ألا تذكرين ذهابنا معاً إلى المعرض وانتقالنا من صورة إلى صورة هل نسيت كيغ سرنا ببطء في تلك القاعة الواسعة نستسقي ما وراء الألوان والخطوط من الرموز؟

مثل حبهما جرح واستغراب وتظهر الحيرة والقلق في كثير مما كتبته مي زيارة، ومن يستعرض الرسائل ير هذا الواقع جلياً ويبدو أن مل هذا الحب الذي يدعيانه مسايرة ربما فالرسائل المتبادلة لم تكن كافية لتحقق معجزة الزواج، ومن يتأمل بعض أقوالها له ير صدق هذه التوجهات.

يعد موت جبران خليل جبران على مي زيارة ، ثقيلاً علاوة على فقد والديها، فأظلمت الدنيا في وجهها واعتزلت الناس وأصيبت بيءس العوانس واتهمت بالجنون وأدخلت مستشفى بريز في بيروت وظلت تتنقل في المستشفيات حتى توفت عام 1941م.

شيماء اليوسف

Recent Posts

حالة الطقس اليوم السبت 18-5-2024 في محافظات مصر

ننشر من خلال موقع صباح مصر حالة الطقس اليوم السبت الموافق الثامن عشر من شهر…

3 دقائق ago

ننشر احدث أسعار الدرهم الإماراتي اليوم السبت 18-5-2024 بالبيع والشراء

ننشر من خلال تلك المقالة الاحدث من أسعار الدرهم الإماراتي في التعامل امام الجنيه من خلال البيع…

25 دقيقة ago