الحرب سرقت وطنها فصنعت من غرفتها وطن حكاية مرح إسماعيل

الحرب سرقت وطنها فصنعت من غرفتها وطن حكاية مرح إسماعيل
مرح إسماعيل
https://www.sba7egypt.com/?p=179508
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

سُرقت ملامح وطنها، نهب الجمال واختطف الهدوء، السكينة والطمأنينة هربت، حتى جفت مدامع الوطن وتمزق قلبه، لم يبق إلا الوجوه المذعورة، التي تبحث عن مخبئ يحميها من صوت الرصاص ومن ارتجاف البارود ومن برد الأيام الملبد بالخوف، فما كان منها إلا أن تصنع لنفسها “وطن” الفنانة الشابة السورية مرح إسماعيل، 26عاماً.

 

تعد مرح إسماعيل، فتاة محبة للفن والموسيقى والجمال بكل أشكاله وصوره لكن الحرب في سوريا كسرت الجمال داخلها عندما خربت كل شيء حولها، فما كان منها إلا أن تصنع أماكن تشبهها وترتاح إليها في الوقت الذي يتباعد الأمان والاستقرار عن عيون وطنها.

غرفتي هي ملجأي.. هكذا عبرت مرح إسماعيل، عن خيانة الكون لها حينما سلب من جفونها النوم مطمئنة في بلدها، جملة تأخذك إلى شعور أكبر من كونها غرفة ففيها تتجسد كل معاني الإحتياج إلى الوطن، احتياج إلى تلك الشوارع الجميلة ذات الجدريات الملونة والموسيقى تغمر البيوت بدلاً من أن يغمرها الرماد ويلطخ حوائطها الدماء

تحدثت مرح إسماعيل، ل”صباح مصر” عن غرفتها أي عالمها الخاص ووطنها الجديد، الذي أقسمت على سلامته مثلما حافظت على نفسها من التشوع الأخلاقي وسلمت نفسها من القسوة والممارسات اللإنسانية التي عايشتها طوال سنوات الحرب الخبيثة، لكنها ظلت نقية ومليئة بالحب، وتضيف، أنا ما بخاف على غرفتي من شي.. حأعرف احافظ على غرفتي لتبقى نقية وجميلة متل داخلي تماماً بعيدة عن الحرب وعن السياسة والاقتصاد وعن كل شي بعيد عن صفات الإنسانية.

تمثل غرفة مرح إسماعيل، كوكبها الخاص الذي تحلم بأن تكون كل بقعة في العالم مثله، مليئة بالفن والموسيقى والدفا والبساطة والحب والخيال، والحكايات الصادقة، بعيدة عن كل وصمات العار التي
مزقت وجه الإنسانية، حينما دخلت الدبابات والمدافع سوريا ومزقت جسد الأطفال وأحالت براءتهم إلى جثث هامدة وفرقت شعباً بأكمله كل منهم فر هرباً من الفزع ومن الخوف ومن الرصاص إلى البحر فمات غريقاً.

تخصصت دراسة مرح إسماعيل، بالجامعة حول Microbiology، القدر جمعهما دون ألفة أو حب، فأبعدتها الجامعة عن كل شيء تحبه وخلال فترة الدراسة اندلعت الحرب، كان الخوف والمجهول والانتظار والموت يحيطها، الفن كان جزءاً عميقاً يكمن داخلها ويحاول أن يظل قريباً منها يطبطب على قلبها ويطمئنها، وتضيغ، كانت هالغرفة أول إثبات لنجاح هالجزء العميق مني أنو يضل معبر عن حالو.

أصبحت حياتها عبارة عن أيام تتشابه إلى حد كبير من بعضها جميعها يختلط بها الروتين والانتظار والمجهول،
الرسم و الفن جعلوها تشعر بالدهشة تلك الدهشة التي تيقظ وعيها من النعاس، وتحميها من موت أجزائها الداخلية وتجنبها الوقوع في ضائقة الأمراض النفسية، وتضيف، بالرسم بحس إني عم أعمل شي الو جدوى شي منيح ما بيجرح حدا.

تنظر مرح إسماعيل، في سيارات المواصلات العامة تراقب وجوه المارة وملامحهم تقرأ فيها حكياتهم وانتظارهم المتكرر وخوفهم من المستقبل، وسط موجة من القلق والحزن التي تخيم على قلوبهم، وتضيف، بس تخيلي بالرغم من كل هاد بعدني بشوف الرضا و السعادة بوجوه ناس بهالبلد، بعد في ناس بالشوارع و المواصلات بتمزح مع بعضا و بتفتح أحاديث حلوة.

تتمنى مرح إسماعيل، أن تتدرس التصميم الداخلي للبيوت، ثم تصمم وتنفذ بيوت للناس تتشابه معهم، وتضيف، كل إنسان بيرتاح بالبيت اللي بيشبهو متل ما غرفتي بتشبهني و برتاح فيها.