الاتجاه السياسي في أشعار الأخطل الصغير

قدم الأخطل الصغير “بشارة عبدالله بن الخوري” إلى جمهوره العربي في مدى ستين سنة من عطائه الأدبي مائتين وأربعاً وتسعين قصيدة نال منها الشعر السياسي وحده ثلاثين قصيدة وكان توزعها من حيث العهود السياسية في عهدين، ما جاء في العهد العثماني وما كان في عهد الإنتداب الفرنسي لكل من سورية ولبنان، وقد تداخلت أحداث كثيرة في العهدين مما أثرا على أدب الأخطل.

 

عوامل أثرت في شخصية الأخطل

أثرت على أشعار الاخطل الصغير مجموعة من العوامل الكثيرة ما فعلت فعلها في شخصية الأخطل ووجهت رءيه وأكدت موقفه مما يعمل في ذاته وما يجري حوله من أحداث هي ذراعيته الخاصة به وانحيازه المطلق إلى لبنان والفقراء والدولة الديمقراطية وعداؤه الشديد للطائفية وعروبته الأصيلة.

موقف الأخطل من الدولة العثمانية

وثق الأخطل الصغير في جريدته البرق، يوميات مرحلة شهدت قبول الإصلاحيين العرب ورضاهم على ما عزمت عليه الدولة العليا من إصلاحات فهم كانوا مستمسكين بالشرعية العثمانية ما بقيت وفية لهدف التنظيمات لاسيما حرمة الحياة والمال وتطبيق العدالة والمساواة بين أهل الأديان في تطبيق القوانين.

موقف الأخطل من الانتداب الفرنسي

أشار الأخطل الصغير، بوضوح في إفتتاحية له نشرت فب جريدة البرق، عام 1919م، إلى أن الدول العظمى باختيارها فرنست لتكون معلماً وقائداً في حياة لبنان الاجتماعية قدمت برهاناً جديداً على أنها حاربت في سبيل سلام العالم في سبيل الرقي والعلم والمدينة، ومعنى ذلك انه كان يرحب بالانتداب الفرنسي، محتجاً بالطائفية التي سيطرت على لبنان وسورية، والتي كانت سبباً في تفريق شمل أهله والتي حكمت عليهم بالضعف.

قال الأخطل الصغير: أتمنى وأطالب بحكومة وطنية لغتها العربية بحكومة مستقلة بضمانة ومساعدة أمه لها من شرفها وسابق مجدها ما نأمل معه إخلاصها، وصدق نيتها وذلك إلى ننشأ وطنيين لا ندخل الدين في شؤوننا الوطنية الزمنية والسياسية كما هو شأننا بين الأمس واليوم.

وقد رحب الأخطل الصغير، بالجنرال غورو الذي أعلن إحياء دولة لبنان الكبير، سنة 1920م مقروناً باعتراف فرنسا باستقلاله عن سورية.