كان في مصر ٢٣ بنكا انشئت خلال المائة سنة الأخيرة من القرن التاسع عشر ولم يكن هذه البنوك ما يعد مصريا سوى بنك مصر الذي أنشئ في سنة ١٩٢٠.
أما البنوك الأخرى فكان بعضها يعتبر مصريت من وجهة نظر القانون ولكنها كانت في الواقع بنوك اجنبية وكثير منها لم يكن سوى فروع لبنوك في الخارج وهذا كله بسبب فشل الدولة العثمانية في حماية الدول العربية.
وتميزت جميعها بظاهرة خطيرة وهي ظاهرة التخصص في أعمال البنوك التجارية واقتصر عملخا على عمليات الائتمان القصير الأجل كتمويل التجارة الخارجية أو تمويل تصدير المحصولات وبخاصة القطن.
كذلك فشات هذه البنوك في تكوين العادة المصرفية عند المصريين وذلك بسبب اصرارها على أجنبيتها وانعزالها عن المحيط الشعبي مما جعلخا عاجزة عن امتصاص المدخران القومية وتوجيهها نحو ميادين الاستثمار ولهذا عمدت الحكوما إلى تمصيرها أولا ثم إلى تأميمها فيما بعد عندما أخذت الدولة بالنظام الاشتراكي.
وصورة أخرى من التبعية الاقتصادية تتمثل في اقتصاديات البترول فالأمة العربية كما سبقت الاشارة تمتلك منه أكثر مما تمتلك أي دولة أخرى في العالم.
ولكن هل تحصل الأمة العربية من مكاسبه على القدر الذي يتناسب مع انتاجها من البترول الواقع لا فالبترول العربي انما تقوم باستخراجه شركات اجنبية احتكارية حصلت امتيازاتها باتفاقيات مجحفة في وقت لم تكن مقدرات العرب فيه بأيديهم.
اقرأ أيضاً: