مكانة العقل عند ابن رشد بين الفلسفة والشريعة الإسلامية

مكانة العقل عند ابن رشد بين الفلسفة والشريعة الإسلامية
ابن رشد
https://www.sba7egypt.com/?p=193606
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

يمثل العقل ركيزة أساسية ومحورية في فلسفة ابن رشد والعقلانية تمثل الصبغة الأساسية التي يتصف بها مذهبه واتجاهه الفلسفي في الفكر الإسلامي خاصة والفكر الإنساني عامة، وعلى الرغم من اهتمام كل المفكرين والفلاسفة السابقين له بالعقل والعقلانية فإن أهمية العقل عنده تأتي من كونه قد اتخذ منه موقفاً متميزاً حيث رد ابن رشد للعقل الإنساني اعتباره في عصره حين دمج فيه ما كان يعرف بالعقل الفعال وحين قاوم إغراء نظرية الفيض والصدور التي قال بها كل من الفرابي وابن سينا ونقدها بشدة وقد كانت هذه النظرية الأفلوطينية تعول على ذلك العقل الفعال الذي هو عقل فلك القمر في المعرفة والإدراك الإنساني.

 

كان رفض ابن رشد، لهذه النظرية هو رفض لجعل المعرفة العقلية الإنسانية معرفة مستعارة أو رهيبة أو تعتمد على ركائز غيبية وجعلها معرفة كسبية تعتمد على القدرة على التجريد والنظر وهي في النهاية قدرات بشرية في مقدور كل إنسان ممارستها واكتسابها متى شاء.

إننا نجد ابن رشد، لا يترك فرصة من أجل المزاوجة بين الفلسفة والشريعة إلا انتهزها وقد كان هذا مطلباً رشيداً ملحاً ويمثل محوراً من محاور هذه الفلسفة حتى في الموضوعات الدينية مثل الفقه.

نجد أن التساند بين الحكمة والشريعة لم يتم التخلي عنه حتى في الميادين الخاصة مثل الفقه، ان اجتهاد ابن رشد، في الشريعة لم يصل إلى مستوى الاتقان حتى تكمن من استغلال مختلف العلوم العقلية وما هو واضح بالنسبة للتجربة الشخصية عند هذا المفكر الذي يعظ مثالاً لهذه الظاهرة قد يكون أقل ظهوراً إذ نظرنا إلى العلوم الشرعية في مختلف تطورها واكتسابها النضج العقلي عبر مراحل التاريخ.