عاشت مصر في ظل الاحتلال العثماني في جمود فكري وقد أصيب العقل المصري بالتخلف نتيجة أن أهل السنة قد منعوا الاجتهاد الذي هو الركيزة الاسلامية في تطور الفكر الإسلامي.
تمسكوا بالفكر السلفي في قوالب جامدة دون اعمال العقل حولها وكانت عاجزة عن مسايرة العصر فتشبث المسلمون بالطقوس الدينية ومظاهر التدين وأهملوا قواعد الفقه الإسلامي.
لم يعد الدين في نظر شعوب الدولة العثمانية الا الطرق الصوفية والاحتفالات الشعبية والتحريض على الزهد في امور الدنيا فانعزلت مصر عن الثورات العلمية والصناعية في اوروبا بحجة أن هذه العلوم تخص الكفار.
زادت الفجوة الحضارية بين العالم الإسلامي وأوروبا وبينما أوروبا تتقدم وتمتلك وسائل القوة كانت مصر العثمانية تغرق في الجهل والجمود والتخلف الحضاري والفكري والعلمي خاصة أن اوروبا تخلصت من حكم رجال الدين المسيحي وتطورت نحو الدولة العلمانية التي فصلت الدين عن الدولة وتمسكت بالعلم سبيلا وحيدا للتطور وحررت الفكر والعقل.
ولعب المسجد دورا بارزا في تشكيل قسمات ذلك الفكر ومساره الذي كان يدور حول المعتقدات فتحول على مر الزمن إلى مركز الفكر والثقافة ففيه تنعقد الصلاة والقضاء والعلم والتعليم ومناقشة كل مشاكل القرية.